الطيبات المذكيات أو غير الخبائث من السبع والحشرات (١) ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ﴾ من الشرط والجواب ﴿فَكُلُوا﴾ و ﴿الْجَوَارِحِ﴾ الكواسب من الفهود والكلاب و (التكليب) تعليم هذه الجوارح ونصب ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ حال (٢) ﴿تُعَلِّمُونَهُنَّ﴾ حال أيضًا لمضارعته (٣).
الاسم ﴿أَمْسَكْنَ﴾ جنس الصيد على الصائد ولا يأكلن منه بالتعليم لا بالإتقان إلا (٤) الدم المسفوح ﴿وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ﴾ على الصيد حالة إرسال الجوارح ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ فيما أحل وحرّم، ذكر (سرعة الحساب) لتأكيد الزجر والتحذير في معنى الجزاء ومن نوقش في الحساب عُذِّب (٥).
﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ ذبائحهم، واذكروا عليه اسم الله وحده، وفائدة تحليل طعامنا لهم رفع الجناح عنا في إطعامهم ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ﴾ العفائف

(١) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في ابن كثير (٣/ ٢٨).
(٢) انظر: معاني القرآن للفراء (١/ ٣٠٢)، وللزجاج (٢/ ١٤٩)، وإعراب القرآن للنحاس (٢/ ٤٨٤)، وهي حال من فاعل "علمتم"، وفائدة هذه الحال أن يكون المُعَلِّم ماهرًا بالتعليم حاذقًا فيه موصوفًا به. واشتقت هذه الحال من لفظ (الكلب) الحيوان المعروف وإن كانت الجوارح يندرج فيها غيره حتى سباع الطيور تغليبًا له.
(٣) ما ذكره المؤلف هو أحد الأوجه الإعرابية. والوجه الثاني: أنها جملة مستأنفة. والوجه الثالث: أنها جملة اعتراضية وهذا على جعل "ما" شرطية أو موصولة خبرها "فكلوا" فيكون قد اعترضت بين الشرط وجوابه أو بين المبتدأ وخبره. والوجه الرابع: أنها حال متداخلة أي أنها حال من الضمير المستتر في "مكلبين" فتكون حال من حال وتكون حال مؤكدة.
[الإملاء (١/ ٢٠٧)، الدر المصون (٤/ ٢٠٣)].
(٤) في "أ": (لا).
(٥) قوله: "من نوقش في الحساب عُذِّب" هو قطعة من حديث أخرجه مسلم في صحيحه (٤/ ٢٢٠٤/ ٧٩) من حديث عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا قالت: قال رسول الله - ﷺ -: "من حُوسِبَ يوم القيامة عُذِّبَ" فقلت: أليس قد قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨)﴾؟ فقال: "ليس ذاك الحساب انما ذاك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عُذِّبَ" والحديث أخرجه أيضًا الترمذي (٣٣٣٧)، والإمام في مسنده (٦/ ٩١ - ١٢٧)، والحاكم في مستدركه (٤/ ٢٥٠) وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon