تحبسنا في التيه معهم (١)، ولذلك روي أنه وأخاه يقدران على الخروج ولكنهما كانا يلزمان قومهما لأنهما كانا مبعوثين إليهم.
قال الله تعالى: ﴿فَإِنَّهَا﴾ يعني (٢) الإرض المقدسة ﴿مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ﴾ تحريم كينونة لا تحريم شرع ﴿أَرْبَعِينَ سَنَة﴾ نصب على الظرف للتحريم ﴿يَتِيهُونَ﴾ يحارون (٣) ويضلون، قال: الأرض (٤) تنبيه وبلاد تيه (٥) ﴿فَلَا تَأْسَ﴾ فلا تحزن، وإنما سماهم (فاسقين) تصديقًا لموسى -عليه السلام- وليكون أبلغ في تسليته.
﴿ابْنَيْ آدَمَ﴾ قابيل وهابيل، قال وهب: إن آدم كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى، وكان الرجل منهم يتزوج أخته توأمته، فأبى قابيل أن يتزوج (٦) توأمته أخوه هابيل وقال: أنا أحق بها، فغضب آدم وقال: اذهبا وتحاكما إلى الله بالقربان فأيكم قُبل قربانه فإنه (٧) هو أحق بها، فقربا القربان (٨) بمنى، فنزلت نار فرفعت قربان هابيل ولم ترفع قربان قابيل، فازداد قابيل غيظًا وحسدًا فاغتال هابيل فرضخ رأسه بحجر وهو نائم واحتمل توأمته وذهب بها إلى واد من أودية اليمن في شرقي عدن، فكمن
(٢) في "ب": (أي).
(٣) في "أ": (مجاورون).
(٤) في "ي" "ب": (أرض).
(٥) روي عن ابن عباس - رضي الله عنه - فيما أخرجه الطبري عنه (٨/ ٣١٠) قال: قال الله -عَزَّ وَجَلَّ- لما دعا موسى: ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ [المائدة: ٢٦]، قال: فدخلوا التيه، فكل من دخل التيه ممن جاوز العشرين سنة مات في التيه قال: فمات موسى في التيه، ومات هارون قبله، قال: فلبثوا في تيههم أربعين سنة، فناهض يوشع بمن بقي معه مدينة الجبارين فافتتح يوشع المدينة. اهـ. ومعنى يتيهون كما قال الطبري وتبعه المؤلف: يحارون فيها ويضلون ومن ذلك قيل للرجل الضال عن سبيل الحق تائه.
[الطبري (٨/ ٣١٥)].
(٦) في "أ": (يزوج).
(٧) (بأنه) من "أ".
(٨) في الأصل و"ي": (القرآن).