﴿عَلَى رَبِّهِمْ﴾ على سؤال ربهم، وهذا إشارة إلى البعث وأمور الآخرة حتى غاية التكذيب.
﴿بَغْتَةً﴾ فجأة وهو وقوع عن الموهوم. نداء الحسرة مجاز كنداء الويل والتمني، (التفريط): العجز والتضييع ﴿فِيهَا﴾ في الآيات، ﴿أَوْزَارَهُمْ﴾ جمع وزر، وهو الثقل المثقل للظهر، وقد وزر إذا أكمل الثقل فهو وازر ﴿وَمَا﴾ نكرة صلة، وقيل: تقدير اسم نكرة.
﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ أي: الحياة المقصورة على الاشتغال بالمنافع العاجلة لا حياة من يكسب الآخرة بإذن الله، و (اللهو) أشد من اللعب وهو ما يلهيك عما يعينك، تقول: لهوت إذا لعبت ولهيت إذا غفلت، وإنما خصّ بأن الآخرة للمتقين خير من الدنيا لأن الأطفال والمجانين تبع للمتقين غير منفردين بالحكم حتى.
﴿أَتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾ غاية الصبر والأيد الإصابة بالمكروه من قول أو فعل، ومما لا يبدل قوله: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢)﴾ [الصافات: ١٧٢، ١٧١] وفيه تسلية للنبي -عليه السلام- (١).
﴿كَبُرَ عَلَيْكَ﴾ عظم عليك (٢)، ﴿إِعْرَاضُهُمْ﴾ أي: شأن كفرهم، وهذا شرط وجوابه إن استطعت مع جزاء مضمر، أي فافعل (٣)، ﴿نَفَقًا﴾ سربًا (٤)، ﴿سُلَّمًا﴾ مرقاة، وفي هذا تعجيز للنبي -عليه السلام-، وفي البأس إحدى الراحتين، أي: ليس بيدك شيء من الآيات الملجئة المضطرة فإنما أنت رحمة، ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ﴾ تنبيه على أنه شاء أن لا يجمعهم، وإنما نبه على

(١) في "ب": (للنبي صلى الله وسلم)، وفي "ي": (للنبي عليه).
(٢) (عظم عليك) ليس في "ب".
(٣) قوله: ﴿وَإِنْ كَانَ كَبُرَ﴾ [الأنعَام: ٣٥] هذا شرط، جوابه الفاء الداخلة على الشرط الثاني، وجواب الثاني محذوف تقديره: فإن استطعت أن تبتغي فافعل، ثم جُعِلَ الشرط الثاني وجوابه جوابًا للشرط الأول.
[الدر المصون (٤/ ٦٠٧)].
(٤) في الأصل: (نفقًا في).


الصفحة التالية
Icon