صاهر تارح وتزوج بابنته وهي أخت إبراهيم فولدت لوطًا، ثم إن لوطًا (١) آمن بخاله إبراهيم وهاجر معه من بابل ثم لحق بأهل بيته بمدينة سدوم وهي ما بين الأردن إلى تخوم أرض العرب، ثم كان من أمره ما كان.
(وهدينا) جماعة من آبائهم، ﴿وَاجْتَبَيْنَاهُمْ﴾ معطوف على (هدينا).
﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ﴾ والهاء عائدة إلى (٢) الكتاب والحكم والنبوة أو إلى القصة و ﴿هَؤُلَاءِ﴾ إشارة إلى كفار مكة وأمثالهم، ﴿وَكَّلْنَا﴾ قيّضنا وألزمنا، ﴿قَوْمًا﴾ أي: المؤمنين إلى يوم القيامة. وعن ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي أنهم أهل المدينة (٣)، وعن قتادة أيضًا أنهم الأنبياء الذين سبق ذكرهم (٤)، وعن أبي رجاء أنهم الملائكة (٥).
(الاقتداء): الائتمام (٦) والاستنان ولزمنا شرائع من قبلنا بهذه الآية، وقيل: وجب الاقتداء في الأصول دون الفروع و ﴿هُوَ﴾ ضمير يعود إلى القرآن.
﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ ما عظموه حق تعظيمه وما عرفوا رتبة ذكره (٧) ووصفه، قيل: نزلت في مالك بن الصيف وكان رجلًا سمينًا، فقال رسول الله: "أما قرأت في التوراة أن الله تعالى يبغض الحبر السمين"، قال: قرأت، قال: "فأنت الحبر السمين" فغضب وقال: ﴿مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ﴾ (٨)، وعن ابن عباس وقتادة ومحمد بن كعب أن جماعة من

(١) (ثم إن لوطًا) ليست في "أ".
(٢) (إلى) ليست في "أ".
(٣) أخرجه عنهم الطبري في تفسيره (٩/ ٣٨٨، ٣٨٩) وابن أبي حاتم في تفسيره (٧٥٧١ - ٧٥٧٤).
(٤) عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٢١٣)، وابن أبي حاتم (٧٥٧٢، ٧٥٧٦).
(٥) المقصود بأبي رجاء العطاردي التابعي المعروف، وأثره هذا رواه ابن أبي حاتم (٧٥٧٧).
(٦) في "أ": (الاهتمام).
(٧) في "أ": (رتبته ذكروه).
(٨) ابن جرير (٩/ ٣٩٣، ٣٩٤)، وابن أبي حاتم (٧٥٩٧).


الصفحة التالية
Icon