مما قتلتم بسكاكينكم، ولم يعلموا (١) أن إزهاق الروح من فعل الله تعالى وليست مزيّة الذبيحة على الميتة من أجل القطع بالسكين ولكن لأجل أن الذبح بإذن الله وعلى اسم الله الآية، فأنزل الله الآية لئلا يخطر ببال بعض المؤمنين شيء من هذا.
﴿وَمَا لَكُمْ﴾ أي: وما يمنعكم عن استحلال ما أحل الله لكم بعد ما بين لكم الحرام في غير حال الضرورة وبين حال الضرورة أيضًا، ورفع (٢) الشبه كلها ولم يبق للاحتياط والتعذر موضع ما.
﴿لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ الميتة وما تعمد على ذبحه ترك اسم الله أو ذبح من ليس بأهل للتسمية، وأراد مجادلة من كره التذكية (٣) واستباح الميتة.
﴿نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾ حمزة وأصحابه ومن مثله (٤)، ﴿فِي الظُّلُمَاتِ﴾ أبو جهل وأصحابه، روي أنَّ أبا جهل رمى رسول الله - ﷺ - (٥) بالفرث وهو يصلي وذلك قبل إسلام حمزة، فسمع حمزة ذلك فغضب لابن أخيه تعصبًا وأقبل على أبي جهل يضربه بقوسه وأبو جهل يتضرع ويعتذر بأنه سفَّه (٦) أحلامهم وعاب (٧) آلهتهم، فقال حمزة: ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده

(١) في "أ": (ليعملوا).
(٢) في الأصل: (وارتفع).
(٣) المثبت من "أ"، وفي بقية النسخ (الذكية).
(٤) في قوله: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ [الأنعَام: ١٢٢] هو عمر بن الخطاب، وقوله: ﴿كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ [الأنعَام: ١٢٢] هو أبو جهل بن هشام؛ رواه الضحاك. وقيل: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ هو عمار بن ياسر، وقوله: ﴿كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ هو أبو جهل بن هشام، روي ذلك عن عكرمة، أخرجه عنهما الطبري في تفسيره (٩/ ٥٣٤) ولم أجد من ذكر أنه حمزة -رضي الله عنه -.
(٥) (- ﷺ -) ليست في "أ" "ى".
(٦) في الأصل: (يسقه).
(٧) في الأصل: (وغاب) بالغين، وهو خطأ.


الصفحة التالية
Icon