لا يحكم بتحريمه إلا لمعنيين، إما لمعنى لا يسد باب القياس ويطرد في جميع المعلومات أو أكثرها، وإما للتوقيف بالوحي، وتحريم هؤلاء الكفار لم تكن على شيء من هذين الأصلين لأن علة الذكورة وعلة (١) الأنوثة منكسر ولا يطرد في الجميع، وكذلك علة اشتمال (٢) الأرحام وهو التحافها واحتواؤها وعلة كون الولد بطنًا سابعًا أو عاشرًا أو علة كون الولد توأمين كانت سقيمة لسد باب القياس ولكونها مما لا يتوصل إليه إلا بالتوقيف فبطلت المعاني كلها ووقع الإفحام واتضح الالتزام.
﴿الْإِبِلِ﴾ اسم جنس يتناول الجمل والناقة، وفائدة تكرار النظم الأول صحة السؤال واستئناف الالتزام، ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ﴾ مطالبة بالتوقيف الذي يكون بالوحي وفائدة المطالبة هو الإفحام فلم يجسروا على دعوى الوصية لخوفهم المطالبة بالبرهان فأفحموا عن الجواب وانقطعوا في الحال.
﴿لَا أَجِدُ﴾ إخبار عن الحال دون الاستقبال و (الميتة) اسم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، ووصف الدم بالمسفوح يفيد إباحة غيره كالكبد والطحال وما يتعلق باللحم والمخ، وذكر الخنزير بعد ذكر الميتة لئلا يظن ظان أنه يطهر بالذكاة بخلاف سائر السباع، ثم بين المعنى وقال: ﴿فَإِنَّهُ رِجْسٌ﴾ أي: نجس مكروه مستقذر تعافه النفوس غالبًا وأن يكون ﴿فِسْقًا﴾ وسائر المحرمات فغير محرم بالكتاب ولكنه مسكوت عنه.
﴿ظُفُرٍ﴾ اسم عام، قال ابن عباس: أنه كل ذي حافر ما ليس بمنفرج الأصابع كالبعير والإوزة والبط (٣)، وعن القتبي (٤) أنه كل ذي حافر، وقيل:

(١) (الذكورة وعلة) ليست في الأصل.
(٢) في "ب": (اجتماع).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٨٠٣٣)، ونقله عنه السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٢٤٤)، وانظر: زاد المسير (٣/ ١٤١).
(٤) ذكره عن ابن قتيبة ابن الجوزي (٣/ ١٤١).


الصفحة التالية
Icon