سوى السوأة (١)، وقيل: ثياب (٢) التواضع كالصوف والفرو (٣)، وقيل: الحياء الذي هو من الفطرة (٤)، وعن ابن عباس: العمل الصالح، وعنه: السمت الحسن (٥)، وعن قتادة والسدي: الإيمان (٦)، وعن الكلبي: العفاف والتوحيد، وعن زيد بن علي: الدرع وسائر ما يتقى به في الحرب، وعن عروة بن الزبير: قول الرجل حسبنا الله ونعم الوكيل، والخطاب في قوله ﴿ذَلِكَ﴾ راجع إلى النبي -عليه السلام- بدليل ضمير الجماعة في قوله ﴿لَعَلَّهُمْ﴾.
﴿يَنْزِعُ عَنْهُمَا﴾ للحال (٧) ومستقبل بمعنى الماضي وإبليس لم يفعل ولكن أسند الفعل إليه لحصوله بسببه كقوله: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ (٨)﴾ [إبراهيم: ٣٦] و (النزع) كالسلخ، و (قبيله) حزبه وجماعته، من (٩) في قوله ﴿مِنْ حَيْثُ﴾ يقتضي كونهم مستترين عنا بشيء ولو لم يتستروا لرأيناهم (١٠)، قال -عليه السلام-: "من احتاج إلى كشف عورته (١١) فقال: بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله كان سترًا بينه وبين الجن" (١٢). ﴿إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ﴾ قيضناهم قرناء.

(١) هذا مروي عن ابن زيد عند ابن أبي حاتم (٨٣٤٠).
(٢) في الأصل "أ": (ثواب).
(٣) ذكره القرطبي (٧/ ١٨٥) بلفظ: (وقيل).
(٤) وهذا مروي عن (معبد الجهني) عند ابن جرير (١٠/ ١٢٠، ١٢١، ١٢٥، ١٢٦)، وابن أبي حاتم (٨٣٣٩).
(٥) أما العمل الصالح فذكره ابن جرير (١٠/ ١٢٥)، والقرطبي (٧/ ١٨٤) عن ابن عباس، وأما عن السمت الحسن فذكره ابن جرير (١٠/ ١٢٦)، وكذلك القرطبي (٧/ ١٨٤).
(٦) ابن جرير (١٠/ ١٢٥، ١٣١) عن قتادة والسدي.
(٧) في "ي" "أ": (أو).
(٨) (من الناس) ليست في "ي" "ب".
(٩) (من) ليست في "ي" "ب".
(١٠) في الأصل: (أولم يتستروا واوا لرأيناهم).
(١١) في "أ": (احتاج كشف إلى عورته).
(١٢) لعله يقصد الحديث الذي رواه الترمذي (٦٠٦) وغيره بلفظ: "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله".


الصفحة التالية
Icon