يكون مفعولًا له من فعل المجيء وأن يكون حالًا للضمير في ﴿فَصَّلْنَاهُ﴾ (١).
﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ﴾ المراد بالتأويل مآل ما يشابه من الوعيد
وعاقبته وبيانه كقوله: ﴿فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾ [الفرقان: ٧٧] ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠)﴾ [الدخان: ١٠]. ﴿فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ﴾ فيه (٢) معنى الطلب والإرادة ومثله قوله (٣): ﴿هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ﴾ [الصافات: ٥٤] ويحتمل أنه استفهام بمعنى النفي كقوله: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ﴾ [البقرة: ٢١٠] ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ﴾ [فاطر: ٣].
﴿فَيَشْفَعُوا لَنَا﴾ جواب الاستفهام بالفاء ﴿أَوْ نُرَدُّ﴾ أو هل نرد، وإنما صيروا أنفسهم لكونها رهينة بما كسبت.
﴿إِنَّ رَبَّكُمُ﴾ فصل في دلائل الربوبية ترتب على فصل الوعد والوعيد ليكون أنجع (٤) في القلوب وكذلك هو في أول سورة "البقرة" و ﴿السَّمَاوَاتِ﴾ إنما لم يجمع سماء لأن الهمزة في واحداتها (٥) غير أصلية وهي واو قلبت همؤة لوقوفها طرفًا بعد ألف زائدة ﴿سِتَّةِ﴾ اسم عدد الثلاث مرتين أصله سدسَة والمراد به الأيام العقباوية كل يوم ألف سنة من سنين الدنيا يدل عليه ما يروى من خلق آدم -عليه السلام- ودخوله في الجنة وخروجه منها وبكائه على خطيئته وقبول توبته، كل ذلك في آخر يوم الجمعة، وقيل: والجمعة الثانية يوم القيامة. والحكمة في الخلق على المهلة مع كونه مقدورًا في أقل من لحظة وهو التنبيه على حسن الوقار.

(١) الجمهور على نصب (هدىً ورحمةً) وفيه وجهان كما ذكر المؤلف:
الوجه الأول: أنه مفعول من أجله والتقدير: فصلناه لأجل الهداية والرحمة.
والوجه الثاني: أنه حال إما من كتاب وجاز ذلك لتخصصه بالوصف وإما من مفعول (فصلناه).
(٢) (فيه) ليست في "أ".
(٣) في "ب": (كقوله).
(٤) في الأصل و"ب": (فيكون الجمع).
(٥) في الأصل و"ب": (وحدتها).


الصفحة التالية
Icon