اعتدوا في أمر السبت ﴿حِيتَانُهُمْ﴾ جمع حوت كغيلان جمع غول، والحوت السمكة، ﴿شُرَّعًا﴾ قال أبو عبيدة معمر: شوارع في الماء بادية، قال الليث حسان: شوارع رافعة رؤوسها ﴿وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ﴾ لا يفعلون السبت، والسبت (١) مصدر، وكذلك يحتمل معنيين: التشبيه بالإتيان أي لا تأتيهم شرعًا والثاني أن يبتدىء كما أخبرناك ﴿نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾.
﴿وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ﴾ قيل: الأمة السائلة المبالغون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قالوا هذه المقابلة بمسمع من المعتدين لتأكيد الزجر، وقيل: هم المداهنون، وقيل: هم المعتدون أنفسهم سألوا على وجه الاستهزاء.
﴿فَلَمَّا عَتَوْا﴾ الآية كالبدل عن الآية الأولى ﴿قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ كالبيان للعذاب البئيس.
﴿تَأَذَّنَ﴾ وأذن بمعنى كتوعّد وأوعد، وعن الزجاج (٢): معناه تألَّى ربك و (المبعوثون) هم المسلطون عليهم من كافر ومسلم، وفي فحوى الآية بشارة لنا بالاستيلاء على الدجال وأتباعه ودلالة على بقاء بقية من هؤلاء الأرجاس إلى انتهاء الدنيا مقهورين مسخرين.
﴿وَقَطَّعْنَاهُمْ﴾ فرقناهم في أيام بخت نصر وبعده ﴿وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ﴾ الوصف ﴿يَرْجِعُونَ﴾ يتوبون.