قدماي حتى علمت أني خنت الله ورسوله، قيل: ولم يأكل أبو لبابة طعامًا ولا شرابًا سبعة أيام وخرّ مغشيًا عليه حتى بين الله توبته (١)، فائدة ذكر الأموال والأولاد التنبيه على أنها من دواعي الخيانة.
﴿فُرْقَانًا﴾ مخرجًا في الدنيا والآخرة عن ابن عباس ومجاهد والضحاك (٢).
﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ﴾ اجتمعت جبابرة قريش في دار الندوة يدبرون في أمر رسول الله، ودخل معهم إبليس لعنه الله في صورة شيخ نجدي، ثم قالوا فيما بينهم: "إنّ محمدًا ليس تمر الأيام والشهور إلا يزداد ويعظم شأنه وإنا نخشى أن نقاسي منه أكثر مما قاسينا إلى اليوم، فما الحيلة في تطفئة ناره وتجلية غباره، وقال عمرو بن هشام: أرى أن تأخذوه وتحبسوه في بيت وتسدوا عليه الباب وتخلوا كوة تطرحون إليه منها قوتًا يعيش به إلى أن يموت، فقال إبليس لعنه الله: بئس الرأي ما رأيت فإن أقاربه يتعصبون (٣) إذًا ويستنقذونه، قالوا جميعًا: صدق الشيخ النجدي، ثم قال أبو البختري بن هشام: أما أنا فأرى أن تحملوه على بعير وتخرجوه من أرضكم يذهبُ حيث يشاء، قال إبليس (٤): بئس الرأي ما رأيت، كأني به (٥) إذًا وقد كثر عليكم (٦) بعسكر لجب لينتقم منكم، قالوا جميعًا: صدق الشيخ النجدي، ثم قال الفاسق أبو جهل لعنه الله: لكني أرى أن يجتمع من كل بطن ورهط واحد ومعه سيفه، ثم نمشي جميعًا ونضربه ضربة رجل

(١) ابن جرير (١١/ ١٢١، ١٢٢)، وابن أبي حاتم (٥/ ١٦٨٤)، سعيد بن منصور (٩٨٧ - تفسير) وهو مرسل.
(٢) أما عن ابن عباس فهو عند ابن جرير (١١/ ١٢٩)، وابن أبي حاتم (٥/ ١٦٨٦). وأما عن مجاهد فعند الطبري (١١/ ١٢٩).
وأما عن الضحاك فذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (٣/ ٣٤٦).
(٣) في الأصل: (افازته يتعصبون).
(٤) (إبليس) ليست في "ب" "ي".
(٥) (به) ليست في "ب".
(٦) في "ب": (وقد كربكم بعسكر).


الصفحة التالية
Icon