شريعة، ولكنه عجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليه (١) وحيُه وكان أصحابه غير مخطئين في طاعته ولكنهم لم ينتظروا الوحي وعجلوا بالإشارة عليه، ويحتمل أن الكتاب السابق قضاء الله وحكمه أن يغفر لنبيّه ما تقدم من ذنبه وما تأخر (الغنم): الاستفادة وإصابة الخير، والخير المعلوم: الإيمان، والخير الموعود: الثواب، وهو على سبيل التفضيل على المأخوذ، وقال العباس عمّ النبي -عليه السلام- (٢): أبدلني الله مكان عشرين أوقية من الذهب (٣) عشرين عبدًا كلهم يضرب بمال كثير وأدناهم يضرب بعشرين ألف درهم، وأعطاني زمزم وما أحب أن لي بها (٤) جميع أموال بكة، وأنا أنتظر المغفرة من ربي (٥) -عَزَّ وَجَلَّ- هذا الذي أخلفه في نفسه (٦)، وأما الذي أخلف على ولده فلا يحصيه إلا الله -عَزَّ وَجَلَّ- (٧).
﴿وَإِنْ يُرِيدُوا﴾ نزلت في الذين عاهدوا النبي -عليه السلام- (٨) أن لا يعودوا حربًا عليه إن أطلقهم وردهم إلى (٩) نياتهم ﴿فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ﴾ (١٠) وسلطك عليهم.
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ كان -عليه السلام- (٨) آخى بين المهاجرين والأنصار على

(١) في "أ": (يضي إليك).
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) (الذهب) ليست في "ب".
(٤) في الأصل (سابقًا) بدل من (لي بها).
(٥) هذه الرواية بهذا اللفظ ذكرها البغوي في تفسيره (١/ ٣٧٨)، والزمخشري في الكشاف (١/ ٤٦٨).
(٦) في "ب" نفسك.
(٧) أي أعطاهم دولة بني العباس وإليهم تنسب الدولة العباسية التي استمرت خمسمائة وأربعًا وعشرين سنة.
(٨) (السلام) ليست في "ي".
(٩) وهم العباس وأصحابه كما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال في قوله: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ﴾ [الأنفال: ٧١] يعني العباس وأصحابه في قولهم: آمنا بما جئت به، ونشهد أنك رسول الله لننصحن لك على قومنا. أخرجه الطبري عنه (١١/ ٢٨٧).
(١٠) في الأصل: (مأنهم فاسكن مكنك) وهو خطأ.


الصفحة التالية
Icon