عبد المطلب وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيدة وأسامة بن زيد ورجل آخر، وفي ذلك يقول ابن عباس (١):
نصرنا رسول الله في الحرب سبعة... وقد ذر من قد ذر منهم فاقشعوا
وثامننا لاقى الحمام بسيفه... بما مسه في الله لايتوجع
وفرح أبو سفيان بن حرب ومن معه من طلقاء مكة فشمتوا بالمسلمين، وقال أبو سفيان (٢): اليوم بطل السَّحر، فقال له صفوان بن أمية وهو كافر: فضّ الله فاك؛ لأن يربنا رجل من قريش خير من أن يربنا رجل من هوازن (٣)، ثم أمر رسول الله - ﷺ - عمه عباسًا لينادي بالأنصار وكان جهوري الصوت، فقال: يا أصحاب بيعة العقبة، ويا أصحاب بيعة الشجرة، ويا أصحاب سورة البقرة، فعرفوا صوته، ورجعوا إلى رسول الله - ﷺ - (٤)، ونزل رسول الله - ﷺ - عن بغلته وسلَّ سيفه وباشر الحرب بنفسه وكان يقول (٥):
"أنا النبي لاكذب... أنا ابن عبد المطلب" (٦)
﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ﴾ عليه وعليهم، ﴿وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾ وهزم الكفار بعد أن قتلوا منهم مقتلة عظيمة، حتى إن الرجل الواحد من

(١) البيت للعباس وليس لابن عباس وورد في جميع النسخ المخطوطة لابن عباس.
وقد ورد الشعر في مصادر كثيرة وفي بعضها (تسعة) (وعاشرنا) ولعل سبب الاختلاف هو عدد من ثبت مع النبي - ﷺ -.
(٢) القائل في جميع المصادر هو كلدة بن حنبل أو جبلة بن حنبل أخو صفوان لأمه، أما أبو سفيان فقال: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر.
(٣) هذه الحادثة رواها من طريق ابن إسحاق الطبري في تاريخه (٢/ ١٦٨)، وابن حبان (٤٧٧٤)، وأبو يعلى (١٨٦٣)، وسندها حسن.
(٤) من قوله (الشجرة) إلى هنا ليست في "أ".
(٥) (يقول) ليست في النسخ المخطوطة ولا بدّ منها.
(٦) الحادثة أصلها عند مسلم (١٧٧٥)، وابن سعد (٨/ ١٤)، وعبد الرزاق في مصنفه (٩٧٤١)، والنسائي في الكبرى (٨٦٤٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٧٧٣)، والحاكم (٣/ ٣٢٧).


الصفحة التالية
Icon