وشعبان وشهر رمضان وذو القعدة وذو الحجة فكان الناسىء ينسىء سنة ويترك سنة، وليحلوا (١) الحرام ويحرموا الحلال فإذا قال: نسأت من هذه السنة صفرًا طرحوه ولم يعتدوا به وقالوا: الصفر وشهر ربيع الأول صفران ولشهر ربيع الآخر وجمادى الأولى شهرا ربيع ولجمادى الآخر (٢) ورجب جماديان على هذا الترتيب، ثم يمسك عن الإنساء في السنة الثانية ويقول: يا أيها الناس، لا تحلوا حرماتكم وعظموا شعائركم وقد أحللت دماء المحلين طي وخثعم في الأشهر الحرم وإنما يحل دماء هاتين القبيلتين لاستحلالهما الأشهر الحرم ومخالفتهما سائر العرب في اعتقاد تحريم هذه الأشهر، ثم ينسأ في السنة الثانية صفر الأول عنده وهو الصفر الثاني في الحساب المستقيم فيقول لشهري ربيع صفران ولجمادين شهرا ربيع ولرجب وشعبان جماديان على هذا الترتيب حتى يستدير الحج في كل أربع (٣) وعشرين سنة إلى الشهر الذي ابتدأ منه، وكان الحج سنة الفتح وهي سنة ثمان قد انتهى إلى ذي القعدة فلم يأمر رسول الله (٤) عتاب بن أسيد، وحج أبو بكر سنة تسع وحج رسول الله سنة عشر فوقف بعرفة، وقال: "يا أيها الناس إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض (٥) فلا شهر ينسى ولا عدة تحظى صوان الحج في ذي الحجة".
وعن مجاهد (٦) وغيره قال: كانوا يحجون في كل شهر عامين فإذا مضت

(١) في الأصل: ويحلوا.
(٢) في الأصل: (الأخرى).
(٣) في الأصل و"أ": (أربعة).
(٤) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٥) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه في عدة مواضع (٦٧ - ١٠٥ - ١٧٤١ - ٣١٩٧ - ٤٤٠٦ - ٤٦٦٢)، ومسلم في صحيحه (١٦٧٩)، وأبو داود (١٩٤٨)، وأحمد (٥/ ٣٩) من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه -.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره (١١/ ٤٥٤)، وعبد الرزاق في تفسيره (١/ ٢٧٥)، وابن أبي حاتم (١٧٩٥).


الصفحة التالية
Icon