﴿لَنْ نُؤْمِنَ﴾ لن نصدقكم في أعذاركم، ﴿نَبَّأَنَا﴾ خبرنا بأشياء، ﴿مِنْ أَخْبَارِكُمْ﴾، ﴿وَسَيَرَى الله﴾ في المستقبل من التوبة والإضرار، ﴿فَيُنَبِّئُكُمْ﴾ بعد ما عميت عليكم الأنباء.
والمراد بـ (الإعراض): الإعراض عن مباحثتهم ومجادلتهم وإنما أمروا بالإعراض لتسكين الفتنة التي يبغونها بخلابتهم في الجدال.
﴿يَحْلِفُونَ لَكُمْ﴾ نزلت في جد بن قيس بن (١) قشير، والظاهر أنها في شأن الأعراب (٢).
﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا﴾ أغلظ أكبادهم وقساوة قلوبهم وهم الفداؤون الذين نعتهم رسول الله (٣) بالجفاء والقسوة و (أشد نفاقًا) لمكرهم وحيلهم في الحروب والمهادنات، ﴿وَأَجْدَرُ﴾ وأحرى وأحق، ﴿أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ الله عَلَى رَسُولِهِ﴾ لبعدهم عن حضرة (٤) رسول الله (٣) وكونهم بمعزل عن
(١) (بن) ليست في المخطوطات وأضفتها وهو الجد بن قيس بن صخر تقدمت ترجمته وهو معدود في الصحابة [الإصابة (١١١٣)، وأسد الغابة (١/ ٥٢١)] ولم أجد من قال: إن الآية نزلت في هؤلاء إلا أن أبا السعود في تفسيره قال: إن الآية التي بعدها: ﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا﴾ [التوبة: ٩٧] نزلت فيهم. انظر: تفسير أبي السعود (٤/ ٩٥).
(٢) قيل: إنها نزلت في عبد الله بن أُبَيّ رأس المنافقين حين حلف لرسول الله - ﷺ - لا أتخلف عنك، وحلف عبد الله بن أبي سرح لعمر بن الخطاب وجعلوا يترضون النبي - ﷺ - وأصحابه. ذكر ذلك مقاتل كما نقله عنه ابن الجوزي في زاد المسير (٢/ ٢٩٠)، وكذا ذكر القرطبي في تفسيره (٨/ ١٤٧).
(٣) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٤) الحضرة لفظة صوفية تستعمل في خاصة الأولياء مع أن الجرجاني -رحمه الله- لم يعرف عنه هذا التوجه، فالله أعلم.