سيجتبيه ويعلِّمه من (١) تأويل الأحاديث، وبحق رؤياه، ولكنه كان يحزن لفقده، فلذلك أمر بنيه أن يتحسسوا من أمره، وإنما أمر الذين غيّبوه لأنه (٢) لا يجد غيرهم أو لأنه كان أحس بشيء من ندامتهم، و (التحسس) طلب الإخبار بالحس. ابن عباس: التحسس والتجسس مقاربان إلا (٣) أن الحاء في الخير والجيم في الشر (٤). ﴿مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾ الروح الرحمة (٥) والراحة والفرج.
﴿بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ من متاع البادية، وهو الصوف والسمن والأقط،
عن عبد الله بن [الحارث (٦). والصنوبر والحبة الخضراء عن أبي صالح (٧).
والحِبال، عن ابن] (٨) زيد (٩). والمزجاة: القليلة اليسيرة التى تبتلغ (١٠) به
ويزجى به العيش ولا يدخر، وقيل: هى التى لا تصلح للنقل من يد إلي
يد فهي مصرف إلي الوجوه، ولا تمسك ولا تكنز ﴿وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا﴾
قيل: المحاباة فى البيع، وقيل: الصدقة الظاهرة لأن الصدقة لم تكن
محرمة عل آل نبينا ولو كانت محرمة (١١) على آل إبراهيم لحرمت
على ربيعة ومضر، ولو كانت محرمة على آل يعقوب كانت محرمة على بني
إسرائيل اليوم.
(٢) في "ب": (لأنهم).
(٣) (إلا) ليست في الأصل.
(٤) لم نجده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - والمعنيان متباينان من حيث المعنى.
(٥) هكذا روي عن قتادة والضحاك. أخرجه الطبري في تفسيره (١٣/ ٣١٤)، وابن أبي
حاتم (٧/ ٢١٩٠)، أما الراحة والفرج فهما من رحمة الله لا تنفك عنها.
(٦) ابن جرير (١٣/ ٣١٩)، وابن أبي حاتم (٧/ ٢١٩١).
(٧) ابن جرير (١٣/ ٣١٩، ٣٢٠)، وابن أبي حاتم (٧/ ٣١٩١).
(٨) ما بين [...]، ليست في الأصل.
(٩) لم أجده عن ابن زيد وإنما وجدت قريبًا منه عن ابن عباس عند عبد الرزاق (١/ ٣٢٨)،
وسعيد بن منصور (١١٤١)، وابن جرير (١٣/ ٣١٨)، وابن أبي حاتم (٧/ ٢١٩١).
(١٠) في "أ": (تتبع).
(١١) من قوله: (إلا على آل) إلى هنا ليست في "أ".