معقبات أمراء وولاة (١)، وقيل: كلمات الأمن والعافية (٢) ﴿مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ بأمر الله ﴿لَا يُغَيِّرُ (٣)﴾ ما اقترن بقوم من الثواب العاجل بالعقاب العاجل ﴿حَتَّى يُغَيِّرُوا﴾ بتغيير ما أسلفوه وقدموه، وذلك لسبق رحمته، ولو شاء لابتدأ الشر غير ظالم ولاستلب الخير غير جابر.
﴿خَوْفًا وَطَمَعًا﴾ منصوبات على أنه مفعول لهما (٤)، فـ (الخوف): خوف المسافرين والنازلين في مجاز السبيل ومهابط (٥) الصواعق، و (الطمع): طمع أصحاب الزرع (٦) وأيدي الكلأ، ﴿وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ﴾ قيل: السحاب شيء متركب من غبار البر (٧) وبخار البحر فيلبد (٨) في الجو ومنه طبعه (٩) إلا أن الحرارة المنعكسة وقيل: الريح بعينها تنكدر وتتلبد في البعاد من الجو لبعدها عن حرارة الشمس، وإنما يكون هذا في النواحي الجنوبية والشمس في البروج الشامية حينئذ والزمان قيظ، ثم إذا جاوزت الشمس نقطة الاعتدال الميزاني الخريفي وانحدرت إلى البروج الجنوبية أثارت بحرارتها ما تكدرت هناك وساقته إلى نحو الشمال.

(١) هذا ورد عن عكرمة كما عند ابن جرير (١٣/ ٤٦١) وعن الحسن فقال: (الملائكة) كما عند ابن جرير (١٣/ ٤٥٦).
(٢) الذي يظهر من سياق الآية أن الذين يحفظونه هم الملائكة، وبه قال ابن عباس - رضي الله عنهما -، وحفظهم إياه هو من أمر الله وكذا قال مجاهد.
[تفسير الطبري (١٣/ ٤٦٣)].
(٣) (لا يغير) من "ب" "ي".
(٤) ويكون ناصبهما محذوف التقدير: يخافون خوفًا ويطمعون طمعًا، ويجوز أن يكونا مصدرين في موضع نصب على الحال، وأما ما ذكره المؤلف فقد ذكره أبو البقاء العكبري ورده الزمخشري، والله أعلم.
[الإملاء (٢/ ٦٢)، الكشاف (٢/ ٣٥٢)، الدر المصون (٧/ ٣٠)].
(٥) في "أ": (ومها) وهو خطأ.
(٦) في "ب" "ي": (الزروع).
(٧) ثبت علميًا أن لا علاقة للغبار بتكوين الغيوم.
(٨) في الأصل و"أ": (فقليل).
(٩) (طبعه) ليست في الأصل.


الصفحة التالية
Icon