﴿لَا بَيْعٌ﴾ كسب الخير ﴿وَلَا خِلَالٌ﴾ شفاعة (١).
﴿دَائِبَيْنِ﴾ ملازمين للعادة.
﴿مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾ قيل: بعض مقدار من المسؤول، وقيل: كل المسؤول مبذول للجماعة وإن تفاوت منه آحادها بالتخصيص، (الإحصاء) الطاقة، وقيل: إدراك العدد، ﴿الْإِنْسَانَ﴾ المخذول عن التوفيق الإلهامي الروحاني الموكول إلى الهيمان الإنعامي النفساني.
أهل الحجاز يقولون: (جنبني) فلان شره بالتخفيف، وأهل نجد جنّبني وأجنبني بالتشديد والألف.
﴿إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ﴾ إن كان المراد بها الأرواح الخبيثة من الشياطين فإسناد الإضلال إليهن كإسناده إلى الناس، وإن كان المراد بها الصور المصورة، فإسناد الفعل إليهن كإسناده إلى الدراهم والدنانير، يُقال: أهلك الناس الدرهم والدينار (٢)، ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي﴾ في الإعراض عن الأصنام والطواغيت ﴿وَمَنْ عَصَانِي﴾ فيما دون الشرك عن مقاتل بن حيان (٣) ﴿فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ يغفر للمشركين ويرحمهم إذا تابوا (٤)، عن الكلبي: ويحتمل أن إبراهيم -عليه السلام- ذكر المغفرة والرحمة (٥) تنزيهًا لله -عَزَّ وَجَلَّ- عن أن يأخذه ومن تبعه (٦) بذنب من

(١) قوله: "خلال" مأخوذة من المُخَالَّة، وهو مصدر من قول القائل: خاللت فلانًا فأنا أُخالله مخالةً وخلالًا، ومنه قول امرئ القيس:
صرفتُ الهوى عَنْهُنَّ من خشية الرَّدى ولستُ بمقليِّ الخِلاَلِ ولا قالِ
ومعنى الخلة هي الصداقة والمصاحبة، فمعنى الآية أن يوم القيامة لا يقبل فيه مخالة خليل، فيصفح عَمَّن استوجب العقوبة عن العقاب لمخالَّته بل هناك العدل والقسط فلا تقبل شفاعة خليل.
[الطبري (١٣/ ٦٨٠)، ديوان امرئ القيس (ص٣٥)، زاد المسير (٤/ ٥١٤)].
(٢) في "أ" "ب": (الدنانير).
(٣) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ٣٦٥).
(٤) أورد ابن الجوزي قريبًا منه عن السدي.
(٥) في "ب": (الرحمة والمغفرات).
(٦) في "ب": (معه).


الصفحة التالية
Icon