وارتفع الإمهال ولم ينفع نفسًا إيمانها (١) لم تكن آمنت من قبل، واتّصالها بأن (الذكر) القرآن في قوله: ﴿نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ﴾ هاهنا.
﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ قيل: حفظ الله كتابه عن (٢) الدروس، وقيل: حفظه عن الجنون والخبال والمجون (٣) والضلال.
﴿مِنْ قَبْلِكَ﴾ رسلًا.
﴿نَسْلُكُهُ﴾ السلك الإيغال والسلوك الوغول والمسلك شبه السرب (٤)، والضمير عائد إلى الاستهزاء، والآية ردّ على المعتزلة.
﴿فَظَلُّوا﴾ يقال: ظلّ يفعل إذا كان عامّة نهاره في فعله، وبات يفعل إذا كان عامّة ليله في فعله، وإذا لم يرد تخصيص ليل ولا نهار، قلت: طفق (٥) يفعل (٦).
﴿يَعْرُجُونَ﴾ يصعدون.
﴿سُكِّرَتْ﴾ حُبِست بالتخييل عن حقيقة المشاهدة.
﴿فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا﴾ بروج السماء: أقسامها وأجزاؤها الاثنا عشر (٧)، كل جزء بالمساحة على ثلاثين درجة، وهي ستّون دقيقة لا تفاوت بينها، وفي المشاهدة على كواكب من منازل القمر بينها تفاوت، ثم هذه السماء

(١) في "ب": (إيمانًا).
(٢) في الأصل و"أ": (من).
(٣) في "ب": (المحور)، وهو خطأ.
(٤) في الأصل: (سهمًا يشرب)، وهو خطأ.
(٥) في الأصل و"ي": (صفق).
(٦) ومنه قوله تعالى: ﴿فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾ [ص: ٣٣]. قال ابن عباس - رضي الله عنها -: جعل يضرب سوقها وأعناقها بالسيف، ولم يحدّد بليل أو نهار، وكلمة طفق مثل كلمة ظلّ، تقول: طفق يفعل كذا، أي ظلّ يفعل كذا؛ قاله ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (طفق).
(٧) أسماء الاثني عشر هي كما قال ابن قتيبة: الحَمَل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدَّلو، والحوت. وأصل البروج الحصون كما قال ابن قتيبة أيضًا.
[زاد المسير (٤/ ٣٨٧)].


الصفحة التالية
Icon