﴿لَبِإِمَامٍ﴾ طريق (١)، وإنما قيل ذلك لأنّه يتبع إلى المقصد، قال ابن عمر: مررنا مع النبيّ -عليه السلام- (٢) على الحجر، فقال لنا: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، إلاّ أن تكونوا باكين حذرًا أن يُصيبكم مثل ما أصابهم"، ثم زجر فأسرع حتى خلفها (٣)، وإنما أمرهم بالبكاء ليبالغوا في التفكّر والاعتبار، وإنّما حذَّرهم لأنّهم لو لم (٤) يعتبروا لكانوا مستخفّين بآيات الله في أرضه، فاستحقّوا العقاب.
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ (٥)﴾ اتّصالها من حيث نفي الجور في إهلاك هؤلاء الأُمم الماضية، ومن حيث نفي العبث في التخليق. ﴿الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ إن كان متاركة فهو منسوخ بآية السيف، وإن كان ما يضاد الإكراه فهو باقٍ في حق العرب لأنّهم إن قبلوا الجزية صفحنا عنهم، وإن كان المراد به ترك الفحش والشَّتم، فهو باقٍ في حق الكافة.
﴿سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ عن النبيّ -عليه السلام- (٦) أن: "السبع المثاني هي سورة الحمد لله ربّ العالمين" (٧).
﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ﴾ ابن عباس: نهى الله رسوله عن الرغبة في الدنيا (٨)،

(١) قاله ابن عباس - رضي الله عنهما -. قال ابن قتيبة: قيل للطريق إمام؛ لأن المسافر يأتم به حتى يصير إلى الموضع الذي يريده.
[زاد المسير (٤/ ٤١٠)].
(٢) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٣) البخاري (٣٣٨٠، ٣٣٨١).
(٤) في الأصل: (لولا).
(٥) في الأصل: (السموات والأرض).
(٦) في "ب": (النبي - ﷺ -).
(٧) أورده الدارمي (٢/ ٤٤٦) عن أُبيّ بن كعب، أخرجه الترمذي (٨/ ٩١/ ٢٨٧٨) كتاب ثواب القرآن عن أبي هريرة مرفوعًا، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٨) ورد عن ابن عباس عند ابن جرير (١٤/ ١٢٨) بلفظ: نهى الرجل أن يتمنى مال صاحبه.


الصفحة التالية
Icon