ما أتى به صالح، وهذا القول على إحدى (١) روايتي ابن عباس. ﴿عِضِينَ﴾ أجزاء واحدها عضّة أصلها عضوة (٢).
﴿عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ قال: عن لا إله إلاّ الله (٣)، وإنّما وقعت العبارة عن قول لا إله إلاّ الله بالعمل؛ لأن إظهاره من عمل اللّسان، وإنْ لم يكن القول في الحقيقة عملًا.
﴿فَاصْدَعْ﴾ الصدع: الفرق والفصل.
﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)﴾ عن عروة بن الزبير: هم خمسة: الأسود بن عبد يغوث، وأبو زمعة الأسود بن المطلب، والعاص بن وائل، والوليد بن المغيرة، وابن غَيطلة الحارث بن قيس السهمي؛ فجاء جبريل -عليه السلام- إلى رسول الله (٤) - ﷺ -وهو يطوف بالبيت، فقام (٥) إلى جنبه وهم يطوفون، فمرّ به الأسود بن المطلب، فرمى في وجهه بورقة خضراء فغمي، ومرّ به الأسود بن عبد يغوث، فأشار إلى بطنه فقام من الليل فشرب، فحبن بطنه فمات حبنًا، ومرّ به العاص بن وائل فأشار جبريل -عليه السلام- إلى أخمص رجله، فخرج على حمارٍ له يريد الطائف فربض به حماره على شبرقة فدخلت منه شوكة في أخمص رجله منعت عليه فقتلته، ومرّ به الحارث بن قيس وهو ابن العيطلة، فأشار إلى رأسه، فامتحض بها، ومرّ به الوليد بن المغيرة فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعبه

(١) (إحدى) ليست في (الأصل).
(٢) قاله الكسائي وأبو عبيدة، أي اقتسموا بالقرآن وجعلوه أعضاءً، أي أجزاءً فآمنوا ببعض وكفروا ببعض، ومنه قول عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه -: "لاَ تَعْضِيَةَ فِي ميراث"، أراد: تفريق ما يوجب تفريقه ضررًا على الورثة كالسيف ونحوه. وهذا المعنى في رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس التي تقدَّم ذكرها.
[زاد المسير (٤/ ٤١٩)].
(٣) ورد مرفوعًا عن أنس رواه الترمذي (٣١٢٦)، وأبو يعلى (٤٠٥٨)، وابن جرير (١٤/ ١٤٠) وسنده ضعيف.
(٤) في الأصل: (النبي).
(٥) في "ي" "ب": (وقام).


الصفحة التالية
Icon