الأرض قال: لُدغت، قال: فطلبوا فلم يجدوا شيئًا، وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير، فمات مكانه. وأصاب الأسود بن عبد يغوث سموم فاسودّ حتى عاد حبشيًّا، فأتى أهله فلم يعرفوه، فأغلقوا دونه الباب حتى مات، وهو يقول: قتلني ربّ محمد لضيق صدري (١). عن الحسن: كان عند النبيّ (٢) رجل فجعل يعرض عليه الإسلام، قال: فقال: والله إني لكاره لما تدعوني إليه، قال: "وأنا والله، لقد (٣) كنت كارهًا، ولكني أكرهت عليه أنّ الله بعثني بالرسالة، فضقت به ذرعًا ووعدني فيها لأبلغن أو ليعذّبنني"، فقال الحسن: فبلغ والله رسول الله حتى عذره الله، فقال: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤)﴾ [الذاريات: ٥٤]. ﴿مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ كن ساجدًا، وإنما جمع لوقف رؤوس الآي، ويحتمل أن المراد بالساجدين الأنبياء عليهم السلام اللهمّ.
﴿يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ الموت (٤).
...

(١) أما عن أبي يزيد المدني فلم نجده، ولكن الحادثة مذكورة عند الطبرانيّ في الأوسط (٤٩٨٦)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٣١٦ - ٣١٨)، عن ابن عباس وفي سنده محمَّد بن عبد الحليم، وهو مجهول.
وهناك رواية أخرى عن ابن عباس في الدّلائل وسندها ضعيف، كما في الدرّ المنثور (٨/ ٦٥٨ - ٦٥٧).
(٢) في "ب": (- ﷺ -).
(٣) في "ب": (والله وأنا كنت)، وفي "ي": (والله إني لقد).
(٤) قاله ابن عباس ومجاهد والجمهور. [زاد المسير (٤/ ٤٢٣)].


الصفحة التالية
Icon