﴿دَاخِرُونَ﴾ صاغرون، عدي بن أرطأة قال: ألا أحدثكم بحديث (١) ما بيني وبين رسول الله إلا رجل قال: قال رسول الله - ﷺ -: "إن لله (٢) ملائكة في السماء السابعة سجود منذ خلقهم إلى يوم القيامة ترعد فرائصهم لا تقطر من دموعهم قطرة إلا صار ملكًا قائمًا، فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم فقالوا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك" (٣).
﴿مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ قيل: من جهته فوقهم فهم يخافون نزول عذاب ربهم من تلك الجهة، وقيل: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ﴾ الذي ﴿مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ بلا كيفية (٤).
﴿اثْنَيْنِ﴾ للتأكيد لا لتعليق الحكم بعدد (٥) محصور، يدل عليه ما بعده وهو قوله (٦): ﴿إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾.
﴿وَاصِبًا﴾ قال أبو عبيدة: دائمًا (٧)، وقال ابن عرفة: ثابتًا دائمًا ﴿تَجْأَرُونَ﴾ ترفعون أصواتكم بتلبية واستغاثة، والمراد به حوارهم حالة الاضطرار.

(١) (بحديث) ليست في "ب".
(٢) (إن لله) ليست في "ب".
(٣) المروزي "تعظيم قدر الصلاة" (٢٦٠)، وابن عساكر في تاريخه (٤/ ٥٨، ٦١) قال ابن كثير: إن إسناده لا بأس به، لكن الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- ضعفه في "السلسلة الضعيفة" (١٩٨٨).
(٤) الآية صريحة في إثبات العلو والفوقية لله -عَزَّ وَجَلَّ-، بل الأدلة من القرآن في إثباتها كثيرة منها قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ [الأنعام: ١٨]، وقوله: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج: ٤]، وقوله تعالى: ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: ٥٥]، إلى غير ذلك من الآيات. كما أن الأحاديث في إثبات العلو والفوقية لله كثيرة جدًا ليس هذا مقام بسطها. انظر كتاب مختصر العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي، وكتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (ص ٣١٥).
(٥) في الأصل: (بعد).
(٦) (قوله) ليست في الأصل و"ب".
(٧) روي ذلك أيضًا عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وعكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة وابن زيد، رواه عنهم الطبري في تفسيره (١٤/ ٢٤٧ - ٢٤٨)، ومنه قول أبي الأسود الدُّؤلي:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
لا أبتغي الحمدَ القليل بقاؤهُ يومًا بذمُّ الدهرِ أجمعَ واصِبَا