﴿لَا تَجْعَلْ﴾ خطاب النبي والمراد به أمّته، ﴿فَتَقْعُدَ﴾ فتبقى، و (الخذلان) ضدّ النصرة.
﴿وَقَضَى رَبُّكَ﴾ نزلت في سعد بن أبي وقاص كان قد أسلم وله أم مشركة تشتمه وتطرده عن بيتها ويعود عليها بالجميل أخرى (١)، وكان سعد متقدم الإسلام لم يتقدمه إلا زيد بن حارثة وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب، ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾ نهي عن التأفيف ونص عليه يدل بفحواه (٢) على ما فوق ذلك أدخل في النهي، كما أن مثقال ذرة ومثقال حبَّة يدلان أن ما فوقهما أدخل في الجزاء والحساب، ﴿وَلَا تَنْهَرْهُمَا﴾ ولا تزجرهما، ﴿قَوْلًا كَرِيمًا﴾ هو مقالة الرجل الكريم. عن أنس، قال: بعث رسول الله في بعض أمره فقال: أوصني، فقال: "أوصيك أن تبرّ بوالديك" قال: زدني، قال: "أوصيك أن تبر بوالديك"، قال: زدني، قال: "أوصيك أن تبرّ بوالديك (٣)، فإنهما جنتاك" (٤).
وعن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله، من أحق بحسن الصحبة مني؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أبوك" (٥). عن محمَّد بن صدقة [أن رجلًا أتى النبي -عليه السلام-] (٦)، فقال: أتيتك لأجاهد معك، وتركت والديّ يبكيان، قال: "فانطلق فأضحكهما كما أبكيتهما" (٧).

(١) ذكره القرطبي في تفسيره (١٠/ ١٤٥).
(٢) في الأصل و"أ": (بدل نفجوة).
(٣) المثبت من الأصل وفي الجميع (والديك).
(٤) عزاه في الدر المنثور (٩/ ٣١٣) لأحمد في الزهد (ص ٦٦) من قول موسى -عليه السلام- عن وهب بن منبه.
(٥) مسلم (٢٥٤٨) كتاب البر والصلة، باب بر الوالدين.
(٦) ما بين [...] ليس في "ب".
(٧) عن محمَّد بن صدقة: لم نجده وإنما هو حديث مشهور عن عبد الله بن عمرو، رواه أبو داود (٢٥٢٨)، والنسائي (٧/ ١٤٣)، وابن ماجه (٢٧٨٢)، وأحمد (٢/ ١٦٠، ١٩٤، ١٩٨، ٢٠٤) وهو حديث حسن.


الصفحة التالية
Icon