بها ولا يبالي ربك، ولم نؤمن بك حتى تتخذ إلى السماء سلمًا ثم ترقى فيه وأنا أنتظر حتى تأتينا ثم تأتي معك بصحيفة منشورة معها أربعة من الملائكة يشهدون أنها كما تقول، وأيم الله (١) لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك، ثم انصرف وانصرف رسول الله إلى بيته حزينًا لما كان يطمع فيه من قومه (٢).
﴿يَنْبُوعًا﴾ عينًا (٣) عنوا بقولهم كما زعمت قوله: ﴿أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ﴾ [سبأ: ٩] الآية، وهذا ليس بوعيد كائن ولكنه تخويف وتنبيه على القدرة، وقوله: ﴿وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (٤٤)﴾ [الطور: ٤٤] في معنى قوله: ﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ﴾ [الأنعام: ١١١].
﴿كِسْفًا﴾ جمع كسفة وهي القطعة وبتسكين السين إن أريد به الواحد فهو الغطاء والغشاوة (٤)، قال الأزهري: القبيل الجماعة ليسوا من أب واحد وإذا كانوا من أب واحدٍ فهم قبيلة (٥).
﴿لِرُقِيِّكَ﴾ الرقي والارتقاء العروج، ﴿سُبْحَانَ رَبِّي﴾ أي هو مُنَزَّه عن أن يكون محلًا للاقتراح.
﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ﴾ أهل مكة، ﴿إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى﴾ القرآن، وقيل: الناس

(١) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٢) قريبًا منه عند ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (١/ ٢٩٥ - ٢٩٨)، وابن جرير (١٥/ ٨٧ - ٩٠).
(٣) (عينًا) ليست في "أ".
(٤) بإسكان السين هي قراءة أبي عمرو وأهل الكوفة وابن كثير وحمزة والكسائي في جميع القرآن إلا في "الروم" (آية: ٤٨) ومعناها الغطاء كما قال الزجاج، والمعنى: أسقطها علينا قطعة واحدة مغطاة، وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن عامر ونافع بالفتح جمع كِسْفَة وهي القطعة وهي منصوبة على الحال.
[الإملاء (٢/ ٩٦)، القرطبي (١٠/ ٣٣٠)، البحر (٦/ ٧٩)].
(٥) ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (٩/ ١٦٤) عن أبي عبيد عن أبي زيد.


الصفحة التالية
Icon