ونحوهما، وقيل: هو دردي (١) الزيت (٢)، وقيل: هو الصديد (٣) ﴿وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾ أي ساءت النار مرتفقًا.
﴿مِنْ أَسَاوِرَ﴾ "من" صلة أو تبعيض (٤) و ﴿مِنْ ذَهَبٍ﴾ "من" للتجنيس، أساور: جمع أسورة، وأسورة: جمع سوار (٥)، والسوار: القُلْب وهو زينة الذراعين ﴿مِنْ سُنْدُسٍ﴾ رقيق الديباج ﴿وَإِسْتَبْرَقٍ﴾ غليظه ﴿الْأَرَائِكِ﴾ جمع أريكة يغلب على السرير في الحجلة، الأزهري (٦): كل ما اتكأت عليه (٧).
﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ﴾ كانا من بني إسرائيل وكانا أخوين اسم أحدهما يهودا واسم الآخر يوفظروس، وكان أحدهما مسلمًا والآخر كافرًا وقد ورثا (٨) من أبيهما مالًا، فأما المؤمن فأنفق حصته في سبيل الله حتى افتقر، وأما (٩) الكافر فاشترى بحصته الضياع والكراع والمتاع حتى كَثُر ماله

= ما أحاط بشيء كالمضرب والخباء. وقيل: هو الحجرة تكون حول الفسطاط، وقيل: كل بيت من كُرْسُف -أي قطن- فهو سرادق ومنه قول رؤبة:
يا حَكَمُ بنَ المنذرِ بن الجارُوْدْ سرادق المجدِ عليك مَمْدُودْ
[ديوان رؤبة (ص ١٧٢)، اللسان (سردق)، الطبري (١٥/ ٢٤٦)].
(١) في "ب": (وردي)، وفي "ي": (هي دردي).
(٢) دردي الزيت: ما يبقى في أسفله. انظر: اللسان (درد).
(٣) قاله مجاهد. أخرجه الطبري في تفسيره (١٥/ ٢٤٩).
(٤) من قال إنها زائدة هو الأخفش واستدل بقوله تعالى: ﴿وَحُلُّوا أَسَاوِرَ﴾ [الإنسان: ٢١]، وذكر المؤلف أنها تكون للتبعيض، وقيل: هي لبيان الجنس. وهذه الأوجه الثلاثة ذكرها أبو البقاء العكبري. وهناك وجه رابع ذكره السمين الحلبي وهو أنها للابتداء، ولم أجد الأخفش أشار إلى زيادتها في كتابه "معاني القرآن" فلعله في موضع آخر، ونقل عنه السمين الحلبي أنها زائدة.
[معاني القرآن للأخفش (ص ٩٨ - ٢٠٩)، الإملاء (٢/ ١٠٢)].
(٥) وأسورة جمع سوار، ليست في "ب".
(٦) ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (١٠/ ٣٥٤).
(٧) ذكره الأزهري في الصحاح (٤/ ١٥٧٢) وقال: سرير منجد مزين في قبة أو بيت فإذا لم يكن في سرير فهو حجلة.
(٨) في الأصل: (وزنا).
(٩) في الأصل: (وما).


الصفحة التالية
Icon