﴿مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ مبتدأ، أي: ما شاء الله كان، وقيل: خبر؛ أي هذه ما شاء الله (١) ﴿إِنْ تَرَنِ﴾ شرط (٢) لقوله: ﴿مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ لأنّ رؤية المجالس الفقير داعية إلى الشكر والاعتبار ﴿أَنَا﴾ عماد، وقيل: توكيد (٣) لا محلّ له من الإعراب كالضمير المتصل في قوله: ﴿وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾ [البقرة: ٤١].
﴿حُسْبَانًا﴾ ابن عرفة: عذابًا، الأزهري: المرامى الصغار من برد أو حجارة أو نحوها (٤)، وحسبان القتبي معرفة ﴿صَعِيدًا زَلَقًا﴾ مزلة ملساء لا يثبت فيها قدم، يقال: زلق رأسه إذا حلق.
﴿يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ﴾ عبارة عن غاية التأسف، كما أن صك الوجه عبارة عن غاية التعجب.
﴿هُنَالِكَ﴾ إشارة إلى الساعة التي أنكر الكافر قيامها، وهذه الإشارة يجوز أن تكون من جهة المؤمن، ويجوز أن تكون من جهة الله تعالى ﴿هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا﴾ مثيب ومعقب إثابة وإعقابًا (٥) و (العقب): العاقبة.
﴿هَشِيمًا﴾ ما تكسَّر وتفتق من النبات بالدوس وغيره، و (الهشام):
الكسر ﴿تَذْرُوهُ﴾ إجزاؤه في الهواء (٦) بسرعة وتفريق.

(١) إذا قلنا إن "ما" موصولة بمعنى "الذي" فإنها تكون مبتدأ وخبرها محذوف كما قدره المؤلف، وإذا قلنا "ما" شرطية فتكون في محلّ نصب مفعولًا مقدمًا وجوبًا بـ"شاء" أي: أيَّ شيءٍ شاء الله والجواب محذوف؛ أي ما شاء الله وإن ووقع. وعلى كلا التقديرين فهذه الجملة في محل نصب مقول القول.
[الدر المصون (٧/ ٤٩٥)].
(٢) (ما شاء الله ﴿إِنْ تَرَنِ﴾ شرط) ليست في "أ".
(٣) توكيد لياء المتكلم في "ترني".
(٤) انظر "روح المعاني" للألوسي (١٥/ ٢٨١). وعذابًا- مروي عن ابن عباس وقتادة والضحاك- ومن فسرها "مرامي" هو أبو عبيدة وابن قتيبة والنضر بن شميل.
(٥) في الأصل: (وأحقابًا).
(٦) في "ب": (الهوى).


الصفحة التالية
Icon