منها أبدًا حتى يكون الله يخرجني منها، فسمع هاتفًا من فوقه: بأمري دخل وبأمري فعل فخلِّ سبيله فذلك قوله: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)﴾ (١).
وعن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: إن إدريس كان يصعد له من العمل كل يوم مثل ما كان يصعد لجميع الناس، فطلب ملك الموت إلى ربّه فهبط إليه، قال: فلما كلمه إدريس، قال: اصعد بي إلى السماء، فصعد معه فلمّا انتهى إلى السماء السادسة مرّ به ملك فقال الملك لملك الموت: أين تريد؟ قد بعث إلى رجل من بني آدم أن يقبض روحه في السماء السادسة. فالتفت إلى إدريس وقبض روحه في السماء السادسة، ويجوز أن يكون المراد بالمكان العلي الرتبة العلية من النبيين (٢).
﴿مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ﴾ وجده شيث ﴿وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ﴾ ابنه الأكبر سام والأنبياء من ذرية سام: هود وصالح وشعيب ولوط وأيوب والله أعلم بغيره من المحمولين (٣) كيافث وحام وغيرهما ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾ إسماعيل وإسحاق ومحمد - ﷺ -، وروى خالد بن سنان أيضًا: ومن ذرية ﴿إِسْرَائِيلَ﴾ أنبياء بني إسرائيل ﴿وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا﴾ ومن جملة هؤلاء الخضر إن لم يكن من ذرية سام. ووصف سعيد بن المسيب لقمان الحكيم بالنبوة وكان من ولد حام فإنه كان حبشيًا وهو رومي والروم من ولد يافث.
وعن النبي - عليه السلام - (٤) أنه قال: "سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم" (٥) قال الأمير: وظني بجرجيس -عليه السلام- أنه من جملة هؤلاء ولم

(١) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (١٠/ ٨٦ - ٩٠) مطولًا وعزاه لابن المنذر وذكره
(١٠/ ٨٤) مختصرًا وعزاه لابن أبي حاتم.
(٢) الترمذي (٣٢٣١)، وأحمد (٥/ ٩، ١٠)، والطبراني في الكبير (٦٨٧١)، وفي "مسند الشاميين" (٢٦٤٥) والحديث ضعيف.
(٣) (من المحمولين) ليست في "ب".
(٤) (السلام) ليست في "ي".
(٥) مسلم (٨١).


الصفحة التالية
Icon