يرتكب الكبائر كاد يصلى النار، ومن كان أقدم على اقتحام الفواحش كان أولى وقودًا، ومن كان أشد إصرارًا فهو حري خلودًا.
﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ ابن عباس عن كعب قال: ترفع جهنم يوم القيامة كأنها متن إهالة وتستوي أقدام الخلائق فينادي منادٍ: أن خذي أصحابك ودعي أصحابي، فتنخسف بهم ولهي أعرف بهم من الوالدة بولدها وتمر أولياء الله تندى ثيابهم (١).
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -عليه السلام- (٢): "يرد (٣) الناس النار ثم يصدرون عنها بأعمالهم فأولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رحلة ثم كسد الرجل ثم كمشيته" (٤).
وعن عبد الله قال: الأرض نار كلها يوم القيامة والجنة من ورائها يرون كواعبها وأكوابها، والذي نفس عبد الله في يده (٥) إن الرجل ليفيض عرقًا يوم القيامة حتى يبلغ أنفه ثم يرتفع ثم يسوخ وما مسه الحساب، فقلنا: وبم ذلك يا عبد الرحمن؟ قال: مما يرى الناس يلقون (٦).
وعن عكرمة، عن ابن عباس قال: إن للقيامة أحوالًا وأهوالًا وزلازل وشدائد وظلماء، إذا انشقت السماء وتناثرت النجوم وذهب ضوء الشمس والقمر وتقلعت الأشجار وتدكدكت الآكام وغارت العيون ونصبت الموازين ونشرت الدواوين، وجيء بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام من حديد كل زمام أخذته سبعون ألف ملك كل (٧) ملك أعظم ما بين

(١) أحمد (١/ ٤٣٤)، والترمذي (٣١٥٩)، والحاكم (٢/ ٣٧٥)، والبيهقي في البعث (٦٥٧)، والحديث حسن الإسناد.
(٢) في "ي": (-عليه السلام-) ليست موجودة، وفي "ب": (صلى الله عليه وسلم) بدل (-عليه السلام-).
(٣) في الأصل: (يرون).
(٤) الطبراني في الكبير (٨٧٧١).
(٥) في "ب": (بيده).
(٦) مسلم (٢٤٩٥).
(٧) (كل) ليست في الأصل.


الصفحة التالية
Icon