في أهل الحرب، أو الأولى في المشركين وهذه في أهل الكتاب، ويحتمل أنهما جميعًا في قوم واحد وإنما زيد في الوصف للتقريع ودفع التفضيل في ضنك المعيشة.
﴿كَمْ أَهْلَكْنَا﴾ في محل الرفع بإسناد الهداية إليه.
﴿وَأَجَلٌ مُسَمًّى﴾ معطوف على ﴿كَلِمَةٌ﴾ (١) ﴿لَكَانَ﴾ الهلاك أو العذاب ﴿لِزَامًا﴾ غير متأخر.
﴿وَسَبِّحْ﴾ أي صلِّ، وقال مجاهد: المراد به التطوع (٢).
و ﴿زَهْرَةَ الْحَيَاةِ﴾ بهجتها وزينتها نصب على أنها مفعول لها (٣) وهي في التقدير نكرة أي زهرة في الحياة أي الحياة الدنيا ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ إن وقع التفضيل على المتاع والزهرة فالمراد (٤) بالرزق المنفعة التي لا تكون تعرض الزوال على سبيل العارية، وإن وقع على الرزق فالمراد قوله ﴿لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا﴾ أي لا نطلب منك نصيبًا مما ذرأنا من الحرث والأنعام. في الآية ردّ على المشركين في البحيرة والسائبة وغيرهما، والفرق بينهما وبين العشر والزكاة والخمس والأضاحي أن منفعة هذه الأشياء راجعة إلينا لقوله تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ﴾ [الإسراء: ٧] من خير {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ

(١) وفيه وجه آخر جَوَّزَهُ الزمخشري وهو أن يكون مرفوعًا عطفًا على الضمير المستتر، والتقدير: ولولا كلمة سبقت من ربك لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم كما كانا لازمين لعاد وثمود. [الكشاف (٢/ ٥٥٨)].
(٢) الذي روي عن مجاهد أن المراد بهذه الصلاة هي صلاة العشاء نقله ابن الجوزي عنه في تفسيره (٣/ ١٨٢).
(٣) أي أنه مفعول ثانٍ لأنه ضُمِّنَ متعنا معنى أعطينا و"أزواجًا" مفعول أول. ويجوز أن يكون "زهرة" بدلًا من "أزواجًا"، وَجَوَّزَ بعضهم أن ينتصب على الحال كما جَوَّزَ الزمخشري نصبه على الذم وهو النصب على الاختصاص. وذهب الفراء إلى جواز النصب على التمييز.
[الكشاف (٢/ ٥٥٩)، الإملاء (٢/ ١٢٩)، معانى القرآن للفراء (٢/ ١٩٦)].
(٤) في "ب": (والمراد).


الصفحة التالية
Icon