بالنجوم سبعة وأنها لطيفة لا تشاهد ولكن يستدل عليها بالكواكب السيارة، ومع كل فلك من هذه الأفلاك سوى فلك الشمس ذلك آخر مائل عن ذلك الشمس هي علة عدم الكسوف في كل شهر، وعلة رجوع الخمسة عن سيرها المستقيم (١) تجاه ذلك البروج، وفي ذلك الحق المعصومي "بفصول الفرغاني من مقالة أبي الريحان" (٢) أما على التحقيق والتحصيل إذا أتيا الحكم بالتفصيل، فإن ما يجري من الكواكب يقطع البروج في المسارب هي النجوم الثاقبات الثابتة والشمس أيضًا معها (٣) مسامتها هذه، فأما الخمسة السيارة والقمر المدار فإنها تجري على أقطاب من قطبي (٤) البروج في اقتراب وميلها، أما الشيخص القمر منه فميل واحد من القدر، وما يختص الخمسة المذكورة مختلف ألوانها تعيي من استفرغ فيها جهده إلا أنها من حركات.
قال - رضي الله عنه -: وهذا اعتراف منه بالعجز عن إدراك كيفية حركات النجوم كلها في أفلاكها، وفوق هذه (٥) الأفلاك السبعة فلكان آخران أحدهما فلك البروج والكواكب الثابتة وهو لطيف لا يشاهد ولكن يستدل عليه بالكواكب الثابتة (٦)، زعموا أن هذه الكواكب الثابتة تزول عن مواضعها وأن هذا الفلك يدور دور هذه السبعة من نحو المغرب إلى المشرق (٧)، إلا أن سيره بطيء لا يقطع في مائة سنة إلا جزءًا واحدًا من ثلثمائة وستين جزءًا في رأي بطليموس، وقال أصحاب الأرصاد: لا يقطع في ستة وستين سنة إلا جزءًا واحدًا من ثلثمائة وستين جزءًا من أجزاء الفلك الأعظم، والآخر

(١) في "ب": (الخمسة) بدل (المستقيم).
(٢) يشير إلى كتاب في الفلك ألّفه الفلكي المعروف أبو الريحان محمَّد بن أحمد البيروني الخوارزمي المتوفى بعد سنة ٤٣٠ هـ وله كتاب "تهذيب فصول الفرغاني".
(٣) في الأصل و"أ": (مها).
(٤) في "أ" "ب": (قطع).
(٥) في الأصل: (وفوق هذا يسبحون الأفلاك).
(٦) (الثابتة) ليست في الأصل.
(٧) في الأصل: (المشرق إلى المغرب).


الصفحة التالية
Icon