رجعوا إلى مدينتهم، وكانوا إذا دخلوا من مغيب أو خرجوا إلى مغيب سفر لم يدخل أحد بيته حتى يسجد لها، وإذا خرجوا لم يخرجوا حتى يسجدوا لها، وإذا نزل بأحدهم أمر ذهب إليها.
﴿جُذَاذًا﴾ قطعًا ﴿إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ﴾ (١) الضمير راجع إلى الأصنام، وقيل: إلى الناس (٢).
﴿قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا﴾ قال: لما رجعوا من عيدهم بدؤوا بها قبل بيوتهم فرأوا ما فعل بها فقال نمرود: من فعل هذا؟ قال رجل من خزان آلهتهم سمع إبراهيم عند خروجهم يقول: لأكيدن أصنامكم: سمعت ﴿فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾ يقول ذلك، فأخبر الملك، فدعا إبراهيم فقال له: أرأيت إلهك هذا الذي تعبده وتدعو إلى عبادته وتذكر من قدرته وعظمته وربوبيته التي تعظم بها على غيره ما هي صفها لي، قال إبراهيم -عليه السلام- (٣): إن ربي يحيي ويميت، قال نمرود: فأنا أحيي وأميت ثم ذكرنا في الحديث.
﴿عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ﴾ أي جهارًا نهارًا ﴿لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ﴾ على إقراره، وقيل: يشهدون على الإنكار عليه (٤) ويرتدعون (٥) عن الإقدام على مثل صنيعه.
﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ - "لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات: قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ [الصافات: ٨٩]، وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ [الأنبياء: ٦٣] وقوله لسارة: أختي" قال: لهذا

(١) في الأصل: (كبيرهم).
(٢) الأظهر أن الضمير عائد على الأصنام لأنهم موطن الذكر في هذه الآية، ولذا قال ابن عباس في هذه الآية: إلا عظيمًا لهم عظيم آلهتهم. أخرجه الطبري عنه في تفسيره (١٦/ ٢٩٦).
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) (عليه) ليست في "ب".
(٥) في الأصل: (فيرتدعون).


الصفحة التالية
Icon