حاجة تقضيها، فلما بلغ ذلك أمها أنهم نهوا عن نكاح ابنة الأخت وقالت لها: إذا دخلت على الملك فقال: لك حاجة؟ فقولي: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا [فلما دخلت عليه فسألها حاجتها فقالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا] (١).
فقال: سليني سوى هذا، قالت: ما أسألك إلا هذا، فلما أبت عليه دعا بطشت ودعا به فذبحه، فذرت قطرة من دمه على الأرض فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر عليهم فألقى في نفسه أن يقتل على ذلك منهم حتى يسكن، فقتل عليه منهم سبعين ألفًا.
وعن شهر بن حوشب قال: لما قتله رفع رأسه فجعلته في طشت من ذهب فأهدته إلى أمها، فجعل الرأس يتكلم في الطشت أنها لا تحل له ولا يحل لها ثلاث مرات، فلما رأت الرأس قالت: اليوم قرت عيني وأمنت على ملكي، فلبست درعًا من حرير وخمارًا من حرير وملحفة من حرير (٢) ثم صعدت قصرًا لها، وكانت لها كلاب تضربها بلحوم الناس فجعلت تمشي على قصرها فبعث الله تعالى عليها ريحًا عاصفًا فلفها في ثيابها فألقتها إلى كلابها فجعلن ينهشنها وهي تنظر، وكان آخر ما أكلن منها عينها (٣).
﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ عورتها ﴿فَنَفَخْنَا فِيهَا﴾ قيل: إن جبريل -عليه السلام- (٤) نفخ في جيبها (٥)، وقيل: في كمها، وقيل: في ذيلها، وفي "التحريم": ﴿فَنَفَخْنَا فِيهِ﴾ [التحريم: ١٢] هاهنا راجع إلى العورة وهناك إلى لفظ الفرج، وقيل: التأنيث راجع إلى الولادة والتذكير إلى الولد.

(١) ما بين [...] ليست في الأصل.
(٢) (حرير) ليست في الأصل.
(٣) ذكره ابن عساكر في تاريخه (٦٤/ ٢٠٨)، وشهر بن حوشب ضعيف عند عامة أهل الحديث.
(٤) (السلام) ليست في "ي".
(٥) وهذا الذي رجحه الطبري في تفسيره (١٦/ ٣٩١) وقال معناه: فنفخنا في حبيب درعها من روحنا.


الصفحة التالية
Icon