مع رسول الله في بعض المسير إذ نزلت عليه ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١)﴾ فتفاجَّت ناقة رسول الله -عليه السلام- (١) من ثقلها، فنادى بها رسول الله (٢) ثلاث مرات ثم قال: "يا أيها الناس أتدرون أي يوم ذلك؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذلك يوم يشيب فيه الصغير من غير كبر، ويسكر فيه الكبير من غير شراب، وتضع الحوامل ما في بطونها، وينادي مناد: يا آدم أبعث بعثًا من ذريتك إلى النار، فيقول آدم: من كل كم كم؟ فيقال: من كل ألف تسعماية وتسعة وتسعين (٣) إلى النار وواحد إلى الجنة".
قال: فشقَّ ذلك على أصحابه مشقة شديدة وحزنوا له، فلما نزلوا راحوا إلى النبي -عليه السلام- (٤) كأنما على رؤوسهم الطير من هول ما سمعوا في مسيرهم فقالوا: يا رسول الله ما نزل فيما مضى أشد مما نزل عليك في مسيرك هذا، فلما رأى رسول الله مشقة ذلك عليهم قال: "أيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، ثم قال: "أيسرُّكم أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، فقال لهم: "إني لأرجو أن تكونوا أكثر من شطر أهل الجنة، إن معكم أمتين لا تكونان مع قوم إلا كثرتاهم يأجوج ومأجوج سوى من أهلك الله قبلهم وسوى من هو مهلك بعدهم"، ثم قال: "بينا أنا بين النائم واليقظان إذ عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي يأتي في الواحد من قومه -وهو ياسين- ورأيت النبي يأتي في الأربعة من قومه، ورأيت النبي يجيء في أقل من ذلك وأكثر، حتى رأيت أمة أعجبتني فقلت: أي رب أمتي هذه؟ فقيل لي: هذه أمة [عيسى ابن مريم، ثم رأيت أمة أعجبني كثرتها فقلت: أي ربي أمتي هذه؟ فقيل لي: هذه] (٥) أمة موسى، ثم رأيت أمة أعجبتني كثرتها فقلت: أي رب أمتي هذه؟ فقيل

(١) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (- ﷺ -).
(٢) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٣) في "ب": (تسع مائة وتسعين وتسعة).
(٤) (السلام) ليست في "ي".
(٥) ما بين [...] ليست في الأصل.


الصفحة التالية
Icon