قُلُوبُهُمْ} بل للإضراب عن قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧)﴾ وقيل: مرتب على قوله: ﴿بَلْ لَا يَشْعُرُونَ﴾.
﴿وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ﴾ من الأعمال الفاسدة القبيحة من دون الكفر والجهل، وقيل: أعمالهم المقدرة عليهم أن يكتبوها في المستقبل من أعمارهم.
﴿بِالْعَذَابِ﴾ قال مجاهد: هو يوم بدر (١)، وقال الكلبي: هو القحط سبع سنين (٢)، ويحتمل معاينة العباس ورفع الالتباس، ﴿يَجْأَرُونَ﴾ يرفعون أصواتهم.
و (الهجر): الهذيان، و (الإهجار) الإفحاش.
﴿مُسْتَكْبِرِينَ﴾ بالبيت العتيق، وقيل: الضمير عائد إلى نكوصهم إن كنتم ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾ (٣) بنكوصهم ﴿سَامِرًا﴾ كالباقي والحامل، وفي حديث قبله: إذا جاء زوجها، من السامري: أي من السمر (٤).
﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ﴾ القرآن، فيعلموا أنه ليس في جنس كلام الناس؟ بلى قد تدبروه فسمَّوه سحرًا يؤثر ﴿أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ في

(١) عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٤٧).
(٢) أي أنها نزلت على رسول الله - ﷺ - حين أخذ الله قريشًا بسني القحط إذ دعا عليهم رسول الله - ﷺ -، حتى جاء أبو سفيان إلى النبي -عليه السلام- فقال: يا محمَّد، أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العِلْهَز -وهو شيء يتخذونه في سني المجاعة يخلطون الدم بأوبار الإبل ثم يشوونه بالنار ويأكلونه (النهاية ٣/ ٢٩٣) - فاْنزل الله: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ...﴾ الآية، روى سبب النزول هذا عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -. أخرجه الطبري في تفسيره (١٧/ ٩٣)، والنسائي في الكبرى (١١٣٥٢)، والطبراني في الكبير (١٢٠٣٨) وغيرهم.
(٣) (به) من "أ" "ب".
(٤) قوله "سامرًا" من السمر وهو السهر بالليل، والخطاب للمشركين فكانوا يسمرون ليلتهم حول البيت ويلعبون ويلهون ويتكلمون بالشعر والكهانة، وكانوا يقولون نحن أهل الحرم لا يخافون.
[الطبري (١٧/ ٨٢ - ٨٣)].


الصفحة التالية
Icon