درج الدرر في تفسير الآي والسور

﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ﴾ المحصنات ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ﴾ دليل على أن حكم اللعان إنما يجب على من هو من جنس الشهداء دون (١) المحدودين والعبيد ونحوهم.
وعن ابن عمر أن رجلًا سأل النبي -عليه السلام- (٢) فقال: يا رسول الله أرأيت لو أن أحدنا رأى امرأته (٣) على فاحشة كيف يصنع؟ إن تكلَّم تكلَّم بأمر عظيم، هان سكت سكت عن أمر عظيم، فسكت النبي -عليه السلام- (٢) ولم يجبه، فلما كان بعد الأيام فأتى النبي -عليه السلام- (٢) فقال: إن الذي سألتك عنه ابتليت به، فأنزل الله الآيات فدعاه فتلاهنّ عليه ووعظه وذكره وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فقال: والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها، ثم ثنى بالمرأة ووعظها وذكرها وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقالت: لا والذي بعثك بالحق، قال: فبدأ الرجل فشهد ﴿أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٧)﴾ ثم ثنى بالمرأة فشهدت ﴿تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (٨) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٩)﴾ ثم فرق بينهما (٤)، وفيه حديث سهل بن سعد الساعدي في عويمر العجلاني وامرأته (٥).
﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ﴾ مسطح وحسان بن ثابت وعبد الله بن أبي ابن سلول المنافق وحمنة بنت جحش.
روي أن عائشة قالت: كان رسول الله -عليه السلام- (٦) إذا أراد أن يخرج سفرًا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله وذلك بعد ما أنزل الحجاب،