﴿طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ﴾ أي: أطيعوه، وقولوا له المعروف؛ أي الائتمار بأمر رسول الله طاعة معروفة غير منكرة، أو عليكم طاعة معروفة لا إصْر ولا ثقل فيها أو طاعتكم معروفة مقبولة، هذا في المؤمنين المصلحين خاصة.
ونزل (١) ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ تتولوا ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ أي وإن تطيعوا الله ورسوله تهتدوا من الضلالة ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ﴾ (٢) محمَّد ﴿إِلَّا الْبَلَاغُ﴾ بالرسالة ﴿الْمُبِينُ﴾ يبين لكم، وذكر الضحاك أن هذه الخصومة كانت بين علي وبين المغيرة بن وائل (٣).
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ قال الكلبي: إن عثمان في جملة الموعود لهم الاستخلاف ﴿وَمَن كفَرَ﴾ أي كفر النعمة الذي ضده الشكر، ولا شك أن عثمان من جملة الخلفاء الراشدين، وقيل: أراد بالكفر الشرك الذي هو ضدّ الإيمان، وكذلك المراد بالفسق كما في قصة إبليس، وأول من نقض عهد الخلافة وغيرها وبدلها قوم عثمان حين استحوذوا عليه (٤) واستضعفوه وتسلطوا على عباد الله، وصدقت فراسة عمر بن الخطاب فزوّر مروان بن الحكم كتابًا وختمه بخاتمه وبعث به غلامه على ناقته إلى أن تم سعيه في دمه (٥) ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: ٧٤].
وعن علي قال: سمعت رسول الله - ﷺ - (٦) يقول لعثمان:"لو أن لي أربعبن بنتًا زوجتك واحدة بعد واحدة" (٧). وسأل قوم الحسن بن علي عن عثمان بن عفان فقال: اجلسوا حتى يخرج أمير المؤمنين، فخرج
(٢) في الأصل: (الرسول) وهو خطأ.
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره (١٢/ ٢٩٣) دون أن ينسبه إلى الضحاك.
(٤) في "ب": (عليهم).
(٥) هذا تأويل فاسد مبني على رواية مجهولة وتفسير غير ثابت، وكان على المؤلف أن يبعد نفسه عن مثل هذه الأمور. وانظر كيف شرع بالدفاع عن عثمان بن عفان بتكلّف لظنه أن أسباب النزول ثابتة.
(٦) (- ﷺ -) ليست في "ي".
(٧) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (١/ ٧٥٠) ولا يثبت.