هو التصريح بمجرد اسمه من غير ذكر الرسالة والنبوة، وقيل: هو التسوية بينه وبين سائر الناس بالدعاء له.
وعن عكرمة عن ابن عباس قال: لا ينبغي الصلاة على أحد إلا على النبي -عليه السلام- (١) (٢). ولذلك كرهنا إطلاق لفظة الصلاة على سبيل الابتداء في دعاء غير الأنبياء ﴿يَتَسَلَّلُونَ﴾ ينسلون ﴿لِوَاذًا﴾ استتارًا أو التجاءً وذلك لأن بعض المنافقين كان يختفي وراء بعض ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ﴾ دليل على وجوب الأمر على جواز نسخ الكتاب بالسنة، وإنما قيل ﴿عَنْ أَمْرِهِ﴾ لاعتبار المعنى وهو الإعراض.
﴿أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ قد بينا الكلام في العدول عن المغايبة إلى المخاطبة ﴿وَيَوْمَ﴾ معطوف على ﴿مَآ﴾ وقيل: ظرف لمضمر ﴿فَيُنَبِّئُهُمْ﴾ معطوف على ﴿يَعْلَمُ﴾ أو على مضمر، والمضمر يجمعهم أو نحوه.
وعن أبي بن كعب عنه -عليه السلام- (٣): "من قرأ سُورَةُ النور كان له عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة" (٤) وعن أحمد بن حنبل قال: إذا روينا عن رسول الله في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا في فضائل الأعمال وما لا يضع حكمًا ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد (٥).
(٢) الطبراني في الكبير (١١٨١٣).
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) مرّ أنه حديث موضوع لا يصح.
(٥) قول أحمد ذكره ابن حجر في القول المسدد (١١)، وابن تيمية في المسودة (٢٤٦)، والخطيب في الكفاية (١٣٤). وهو مروي عن ابن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي. ومناسبة سياقه لهذا القول إيراده فضائل لسورة النور وهو يعلم أنها موضوعة وتالفة وليس مقصود أحمد مثل هذه الروايات.