والأشخاص، يدل عليه قوله في "المائدة": ﴿قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾ [المائدة: ٧٦] وفي الآيتين ردّ على القدرية.
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة (١).
﴿اكْتَتَبَهَا﴾ من الكتابة التقول من القول، وقيل: استكتبها.
﴿الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ﴾ تخصيصه به هو التنبيه على الاستدلال بما في القرآن من الأحكام لكون الكوائن في المستقبل، مثل اللزام وغلبة الروم والدخان وكفاية المستهزئين، وبما كان يخبر رسول الله من الغيب مثل أخبار ليلة الإسراء، وأكل الأرضة صحيفة قريش لما تكاتب علي بني هاشم حين أبوا أن يدفعوا رسول الله إليهم، وذلك أنهم كانوا يتهمون رسول الله أنه يتعلم من حبر ويسار وعايش فبرأه الله تعالى مرة بقوله: ﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ومرة بقوله: ﴿لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ [النحل: ١٠٣]، فلما نبههم على هذا رموه بالشعر والسحر والكهانة، وقوله: ﴿إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ ترغيب وتعريض بقبول التوبة إن تابوا.
فقالوا: ﴿مَالِ هَذَا الرَّسُولِ﴾ عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أن نفرًا من قريش وهم ستة عشر رجلًا وهم المقتسمون؛ ثلاثة نفر من بني عبد شمس ابن (٢) حنظلة بن أبي سفيان وشيبة وعتبة ابنا ربيعة، وسبع من بني مخزوم أبو جهل والعاص بن وائل وأبو قيس بن الوليد وقيس بن الفاكه وزهير بن أبي أمية وهلال بن الأسد والسائب بن صيفي، ورجلان من بني أسد أبو البحتري وعبد الله بن أبي أمية، ورجل من بني عبد الدار وهو النضر بن الحارث، ورجل من بني سهم وهو نبيه بن الحجاج،

(١) رواه ابن عباس - رضي الله عنهما -، وأن الآية نزلت في النضر بن الحارث بن بمدة بن علقمة بن عبد مناف وذكر سبب النزول بطوله. أخرجه الطبري في تفسيوه (١٨/ ٤٠٠)، وانظر: سيرة ابن إسحاق (٢٥٦)، وسيرة ابن هشام (١/ ٣٠٠).
(٢) (ابن) من الأصل فحسب.


الصفحة التالية
Icon