﴿لِسَانَ صِدْقٍ﴾ هو الذكر الجميل، وإنما تمنى ذلك ليؤمنوا به فيسعدوا ويصلوا عليه فيزداد بصلاتهم خيرًا ورحمة.
و ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ﴾ أي لا ينفع المال والبنون أحدًا، والاستثناء يدل على هذا المضمر.
﴿بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ مخلص ليس فيه مرض الكفر والنفاق، ويسمى المسلم الذي فيه بلاهة سليم القلب لبعده عن الجدال والشقاق والخبث وسوء الأخلاق، وإنما ينفع سليم القلب ماله وبنوه ليصرف ماله إلى الصدقات والقربات (١) وكون أولاده تابعين له بإيمان داعين له بخير.
﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ﴾ عطف على ﴿يَوْمَ﴾ وهو ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ﴾، ويجوز أن يكون استئنافًا بتقدير يومئذ أي: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ﴾ يومئذ.
﴿فَكُبْكِبُوا﴾ فكبوا على الوجوه، وتكرار الحرف للمبالغة كالذبذبة والحثحثة (٢).
﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ خليل خاص وحامة الرجل خاصته.
﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾ جواب "لو" مضمر وتقديره ﴿فَنَكُونَ﴾ لكنا مفلحين (٣)، و (الكرة): الرجعة، وذلك إشارة إلى القرآن، أو إلى شأن إبراهيم -عليه السلام- (٤).

(١) (والقربات) ليست في "أ".
(٢) قاله الزمخشري وابن عطية والزجاج وغيرهم، وأن الكبكبة تكرير الكب، فجعل تكرير اللفظ دليلًا على تكرير المعنى.
[البحر (٧/ ٢٧)، الكشاف (٣/ ١١٩)، معاني القرآن للزجاج (٤/ ٩٤)].
(٣) يجوز أن تكون "لو" مشربة معنى التمني فلا جواب لها على المشهور -قاله السمين الحلبي-، وعلى هذا يكون نصب "فنكون" جوابًا للتمني الذي أفهمته "لو"، وأما ما ذكره المؤلف إذا كانت "لو" على بابها فيكون جوابها محذوف التقدير: لوجدنا شفعاء أو لعلمنا صالحًا. وعلى هذا يكون نصب الفعل "نكون" بأن مضمرة عطفًا على "كرةً"، ومنه قول ميسون بنت بحدل:
لَلُبْسُ عباءةٍ وتقرَّ عيني أَحَبُّ إليَّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ
[الكتاب (١/ ٤٢٦)، الدر المصون (٨/ ٥٣٦)].
(٤) (السلام) ليست في "ي".


الصفحة التالية
Icon