﴿أَتُتْرَكُونَ﴾ إنذار بعذاب الله إن لم يؤمنوا أو تزهيد في الدنيا والآخرة.
﴿طَلْعُهَا﴾ طلع النخلة كفراها، وهو أول ما يبدو من ثمرها ﴿هَضِيمٌ﴾ منضم لم يتقشر عنه جلده، يقال: اهضم الكسخين، وقيل: يتهشهش وذلك إشارة إلى القرآن أو إلى شأن صالح -عليه السلام- (١).
﴿مِنَ الْقَالِينَ﴾ الكارهين الماقتين، قال الله: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣)﴾ وفي حديث أبي الدرداء: "وجدت الناس أخبر تَقْلَه" (٢).
﴿مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾ أي من عموم عذاب ما يعملون، وقيل: يجني مشاهدة ما (٣) يعملون، وذلك إشارة إلى القرآن أو إلى شأن لوط -عليه السلام- (٤).
﴿وَالْجِبِلَّةَ﴾ الخلق (٥).
﴿وَإِنَّهُ﴾ أي القرآن.
﴿الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ جبريل -عليه السلام- (٤)، ائتمنه الله على تبليغ رسالته ولم يأتمنه الروافض لعنهم الله.
﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ﴾ دليل على أن القرآن هو هذا المعنى المنظوم المكتسي بلفظ موسوم سواء كان عربيًا أو غير عربي، معجزًا أو غير معجز، وإنما أنزله الله في ألفاظ عربية ليكون أبين للمخاطبين في عصر النزول، وإنما جعله معجزًا ليكون برهانًا كاليد والعصا وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى.

(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) يقصد الحديث المرفوع عنه وهو حديث مشهور وسنده ضعيف جدًا، فقد رواه الطبراني في مسند الشراميين (١٤٩٣)، وفي مسند الشهاب (٦٣٥)، وروي موقوفًا عليه في "الزهد" (١٨٥) لابن المبارك. ولفظ رواية أبي الدرداء في مسند الشهاب: "أُخبُرْ تَقْلَهِ وثق بالناس رويدًا".
(٣) بدل (مشاهدة ما) في "أ": (مشاهدته).
(٤) (السلام) ليست في "ي".
(٥) قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - ومجاهد وعبد الرحمن بن زيد، أخرجه عنهم ابن أبي حاتم في تفسيره (٩/ ٢٨١٣).


الصفحة التالية
Icon