﴿إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (٢١٢)﴾ مصروفون بالرجم بالثواقب إذا أراد استراق السمع.
﴿عَشِيرَتَكَ﴾ عشيرة رسول الله (١) ولد عدنان ثم ولد مضر منهم، ثم الحُمس، ثم قريش، ثم الأباطيح، ثم المطَّلبيون، ثم بنو عبد مناف، ثم بنو هاشم لا أقرب منهم.
وعن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢)﴾ أتى رسول الله الصفا فصعد عليه ثم نادى: "يا صباحاه! " فاجتمع الناس إليه فبين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله، فقال رسول الله (٣): "يا بني عبد المطلب يا بني عبد مناف أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا بسفح هذا الجبل يريدون أن يغيروا عليكم مصدقي أنتم؟ "، قالوا: نعم، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، فقال أبو لهب: تبًا لكم سائر البرية إنما دعوتمونا لهذا؟! فنزلت ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١)﴾ [المسد: ١] (٤).
﴿حِينَ تَقُومُ﴾ للصلاة كقوله: ﴿قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢)﴾ [المزمل: ٢]، وقيامه للجهاد والجدال كقوله: ﴿يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا﴾ [الصف: ٤]، وقوله: ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ (٢)﴾ [المدثر: ٢] وقيامه للدعاء والوعظ كقوله: ﴿وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ [الجمعة: ١١]، وفائدة التنبيه على رؤية قيامه هي البشارة بأن سعيه (٥) مقبول.
﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩)﴾ أي في جملة المصلين معه من حال إلى حال ومن ركن إلى ركن، أو تقلبه لمعاشه فيما بين المؤمنين بعد رجوعه (٦)

(١) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٢) (الأقربين) ليست في "أ".
(٣) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٤) البخاري (٤٩٧١)، ومسلم (٢٠٨).
(٥) في الأصل: (سعيد).
(٦) في الأصل: (رجوعهم).


الصفحة التالية
Icon