قال: وكانت كذلك حتى قرأت التوراة والإنجيل وكانت مع ذلك لا تفتر (١) من القنوت والسجود في الليل والنهار (٢).
وفي قوله: ﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا﴾ دليل على كون ذلك الهدهد عاقلًا مخاطبًا مكلفًا، وفي قوله: ﴿لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ دليل على وجوب قبول العذر على الإمام والرئيس.
وعن فروة بن مسيك المرادي، قال: أتيت النبي -عليه السلام- فقلت: يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فأذن لي في قتالهم فأمرني عليهم، فلما خرجت من عنده سأل عني وأرسل الغطيفي فأخبرني وقد سرت فأرسل في أثري فردّني فأتيته وهو في نفر من أصحابه فقال: "ادعُ القوم فمن أسلم فأقبل ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث لك"، قال: وأنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ أرض أم امرأة؟ قال: "ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم (٣) ستة وتشاءم منهم (٤) أربعة، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسّان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعرون وحميرة وكندة ومذحج وأنمار" فقال رجل: يا رسول الله وما أنمار؟ قال: "الذين منهم خثعم وبجيلة" قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب (٥) (٦) وروى عن النبي نحوه.
وقوله: "منهم خثعم وبجيلة" يحتمل النسبة الحقيقية ويحتمل الموالاة

(١) في "أ": (تفتن).
(٢) هذا الأثر لم نجده، وأقرب شيء وجدناه ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٩/ ٢٨٩٦، ٢٨٩٧) وذكره ابن كثير وعزاه لابن أبي شيبة وابن أبي حاتم واستنكر قول ابن أبي حاتم: (ما أحسنه من حديث) قال: بل هو منكر جدًا.
(٣) (منهم) ليست في الأصل.
(٤) في الأصل: (ونشأم عشرة أربعة).
(٥) في الأصل: (حسن بن عويب).
(٦) الترمذي (٣٢٢٢) والحديث صحيح.


الصفحة التالية
Icon