شهادة أن لا إله إلا الله، ومت على التوحيد يعني محمَّد -عليه السلام- (١)، قال موسى -عليه السلام- (١): إلهي وما محمَّد؟ فأوحى الله تعالى إليه: محمَّد مكتوب على ساق العرش من قبل أن أخلق السماء والأرض بألفي عام، إنه نبيي وصفيي وخيرتي من خلقي، وهو أحب إلى من جميع خلقي ومن ملائكتي.
فقال موسى: إلهي إن كان محمَّد أكرم عليك من جميع خلقك وجميع ملائكتك فهل خلقت أمة أكرم من أمتي؟ ظللت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المن والسلوى، فأوحى تبارك وتعالى: يا موسى إن فضل أمة محمَّد -عليه السلام- على سائر الأمم كفضلي على خلقي، قال موسى: يا ليتني رأيت أمة محمَّد -عليه السلام-، قال: يا موسى لن تراهم ولكن تحب أن تسمع كلامهم؟ قال: نعم يا رب، فنادى ربنا -عَزَّ وجل-: يا أمة محمَّد، فأجابوه بالتلبية: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك لا شريك لك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، فجعل تلك الإجابة شعائر الحج، ثم نادى: يا أمة محمَّد إن رحمتي سبقت غضبي قد غفرت لكم من قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم من قبل أن تعصوني، فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله صادقًا من قلبه أدخلته الجنة (٢) وإن كانت ذنوبه أكثر من زبد البحر (٣).
﴿وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ أي ولكن أخبرناك بالغيب رحمة عليك وعلى المتذكرين من قومك.
﴿وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ﴾ جواب مضمر في آخر الآية إنا أرسلناك إليهم
﴿لَوْلَا أَرْسَلْتَ﴾ هلا أرسلت.
قالوا: ﴿لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى﴾ المراد بالكتابين التوراة

(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) (الجنة) ليست في "أ".
(٣) أشار القرطبي في تفسيره إلى رواية ابن عباس بعضًا منها (١٣/ ٢٩٢)، وابن كثير في تفسيره (٣/ ٤٨٤).


الصفحة التالية
Icon