﴿شَهِيدًا﴾ أي يشهد عليهم ﴿فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ﴾ يجوز أن يكون خطابًا للشهداء على سبيل التوفيق، ويجوز أن يكون خطابًا للمشهود عليه على سبيل التحدي والتقريع.
﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى﴾ ذكر الحدادي (١) في تاريخه أن قارون ابن عم موسى وكان فرعون قد ملَّكه علي بني إسرائيل حين كان بمصر، فلما قطع موسى البحر ببني إسرائيل ومعه قارون أغرق الله فرعون وجنوده وجعلت الجنود لهارون وهو الرئيس الذي يقرب القربان وبيده المذبح، وجعلت الرسالة لموسى -عليه السلام- (٢). وجد قارون في ذلك من نفسه فلم يزل كذلك حتى دخل التيه فقال قارون لموسى: يا موسى لك الرسالة ولهارون الحبورة ولست في شيء من ذلك لا أصبر على هذا، قال موسى: والله ما أنا صنعت ذلك لهارون بل جعله الله له، قال: لا والله لا أصدقك أبدًا حتى تريني آية أعرف بها أن الله جعل ذلك لهارون.
قال: فأمر موسى رؤساء بني إسرائيل أن يجيء كل رجل منهم بعصًا ثم يلحوا بها ثم ألقي في التيه التي كان يوحى إليه فيها، ودعا موسى ربه أن يريهم بيان ذلك، فباتوا يحرسون عصيهم فأصبحت عصا هارون يهتز لها وفرق (٣) مكان (٤) من شجرة اللوز، قال موسى: يا قارون [أترى أنّ الله صنعه لهارون، قال قارون لموسى: ما هذا بأعجب مما يصنع من السحر.

(١) هو إما: طاهر بن محمَّد بن أحمد بن نصر المروزي تاج الدين الحدادي البخاري المحدث روى عن أبي الليث السمرقندي، توفي في حدود سنة ٤١٠ هـ، من مؤلفاته "عيون المجالس وسرور المدارس". انظر: هدية العارفين (١/ ٢٢٤).
أو هو أبو الفضل محمَّد بن الحسين بن محمَّد بن مهران المروزي الحدادي، شيخ أهل مرو في الحديث والفقه والتصوت، توفي سنة ٣٨٨ هـ، انظر: سير أعلام النبلاء (١٦/ ٤٧٠).
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) في "ي" "ب": (ورق).
(٤) في "ب": (وكانت).


الصفحة التالية
Icon