مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت" (١) وقوله: ﴿وَأَحْسِنْ﴾ في معنى قوله -عليه السلام- (٢): "إذا أنعم الله على عبد نعمة أحب أن يرى أثرها عليه" (٣).
﴿عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ قيل: إن قارون كان يقرأ التوراة كلها فادعى أنه إنما أوتي ما أوتي كرامة له على علمه، وقيل: إنه كان يقول أوتيته على علم فلذلك أكرمني بهذا المال، وقيل: إن الله تعالى علم موسى -عليه السلام- (٢) الكيمياء فعلم موسى ثلث ذلك العلم هارون -عليه السلام- (٢) وثلثه يوشع -عليه السلام-، وثلثه قارون لعنه الله، لا يقدر أحد الثلاثة إلا بإعانة صاحبيه، فاحتال قارون في تحصيل العلم فذلك العلم الذي ادعاه ﴿وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ أي ولا يسأل المجرمون عن ذنوبهم، ولكنهم يعرفون بسيماهم، وهذه إحدى حالتيهم يوم القيامة.
﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾ ركوبه الخيل الشهب في ثلثماية من الجواري والغلمان لباسهم الأرجواني وتحت كل واحد منهم قطيفة حمراء.
﴿وَيْكَأَنَّ﴾ معناه ويلك إن الله، أي: اعلم أن الله، وأنكر الفراء (٤) وقال: لا يجوز إضمار الإعلام في أول الكلام وليس يبعد كون لفظه ويلك قائمة مقام قوله: اعلم لما (٥) في الدعاء بالويل من التنبيه، وقيل: "وي" منفصلة من كان على سبيل التعجب والتخمين، وقيل: ﴿وَيْكَأَنَّ﴾ كله على

(١) مسلم (٢٩٥٨).
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) أحمد (٢/ ٤٠٣)، والحديث ضعيف.
(٤) كما في معانيه (٢/ ٣١٢) وهي في كلام العرب تقرير كقول الرجل: أما ترى إلى صنع الله كقول زيد بن عمرو بن نفيل:
ويكأنْ مَنْ يكن له نشبٌ يُحَـ بَبْ ومَنْ يفتقِر يعش عيش ضُرٍّ
ثم قال الفراء: أخبرني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها: أين ابنك ويلك؟ فقال: ويكأنه وراء البيت.
(٥) في الأصل و"أ": (أنا).


الصفحة التالية
Icon