عن عبد الله بن ربيعة قال: سئل ابن عباس عن قول الله -عَزَّ وجل-: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ﴾ فقلت: هو التسبيح والتهليل والتقديس فقال: لو قلت شيئًا عجيبًا، قال: وإنما ذكر الله -عَزَّ وجل- العباد أكبر من ذكر العباد إياه (١).
﴿وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ﴾ هو بيان البيان وهو تقييد العلم بالقلم، والعرب تسمي كل أثر طويل خطًا.
﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ﴾ عن يحيى بن جعدة أن النبي -عليه السلام- (٢) أتي بكتب قد كتبوها فقال: "كفى بقوم حمقًا أو ضلالًا أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى نبي غير نبيهم أو كتاب غير كتابهم" فنزلت (٣)، وإنما عدَّ الاشتغال بسائر (٤) الكتب مكروهًا؛ لأن علم القرآن فريضة والاشتغال بسائر الكتب يمنع عن القيام بالفريضة ولاستغنائهم به عنه.
﴿وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ تشبيه بعشي السحاب الشمس أو لاعتبار الإحاطة. عن الحسن قال: قال رسول الله - ﷺ -: "من فرّ بدينه إلى أرض وإن كان شبرًا استوجب الجنة وكان رفيق أبيه إبراهيم -عليه السلام-" (٥) (٦).
وفي قوله: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ﴾ ردّ (٧) على القدرية.
﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ﴾ لأن اعتدال طبائعها على ضعف وتفاوتها إلى حتف ومسارها مضارها وانتظامها احترامها قال:

(١) أبو داود في مراسيله (ص ٢٢٣)، والدارمي (١/ ١٢٤)، وابن جرير (١٨/ ٤٢٩)، وابن أبي حاتم (٩/ ٣٠٧٢، ٣٠٧٣).
(٢) (السلام) ليست في "ي".
(٣) ورد عند الزمخشري في الكشاف (٢٧٦)، والقرطبي في تفسيره (٥/ ٣٢٨)، وقريبًا منه في تاريخ دمشق (٤٩/ ٨٦) بلاغًا، وقال (عيسى) وليس (إبراهيم) وهذه روايات لا تصح.
(٤) في "ب": (لسائر).
(٥) (إبراهيم -عليه السلام-) من الأصل.
(٦) تخريج أحاديث الكشاف (١/ ٥٨٧)، وذكره القرطبي في تفسيره (٥/ ٣٤٧)، والثعلبي في تفسيره (٣/ ٣٧٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٩/ ٨٦) وهو من مراسيل الحسن.
(٧) (رد) ليست في "أ".


الصفحة التالية
Icon