﴿أَوَلَمْ يَهْدِ﴾ الهداية مسندة إلى الكمية، تقديره: أفلم يبين لهم أمر كمية هلاك من ﴿أَهْلَكْنَا﴾ أو لم يروا علمه في الظاهر.
وعن ابن عباس في قوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ﴾ قال: هي أرض باليمن، ﴿هَذَا الْفَتْحُ﴾ قيل: فتح مكة، وقيل: يوم القيامة و (متى) ظرف حل محل الخبر المقدم على المبتدأ، التقدير: ﴿هَذَا الْفَتْحُ﴾ متى كان أو متى يكون؛ لأن الظرف لا يصلح أن يكون خبرًا.
﴿يَوْمَ الْفَتْحِ﴾ نصب بالظرف والعامل ﴿لَا يَنْفَعُ﴾ فإن حملنا الآية الأولى على يوم بدر فنفي النفع نفي العفو عنهم بغير فداء، وإن حملناه على فتح مكة فنفي النفع كونهم مهاجرين غير طلقاء.
وذكر الكلبي أن المراد بالفتح فتح مكة وبنفي نفع الإيمان، فسئل خالد بن الوليد جماعة من خزاعة بعد ما أسلموا لأخيه كانت بينه وبينهم في الجاهلية وكان أبو قتادة مع خالد يومئذ، فاعتزل الحرب ثم أخبر رسول الله (١) فوداهم من غنائم خيبر حتى أرضاهم، وإن حملنا على يوم القيامة فنفي النفع بنفي دخولهم الجنة وخلاصهم من النار (٢).
عن أبي بن كعب عنه -عليه السلام- (٣): "من قرأ سورة ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك كان له من الأجر كأنما أحيا ليلة القدر" (٤).
...

(١) في "ب": (رسول الله - ﷺ -).
(٢) ابن الجوزي في زاد المسير (٦/ ٣٤٣).
(٣) (السلام) ليست في "ي".
(٤) مرّ أن هذا حديث موضوع لا يثبت.


الصفحة التالية
Icon