فأغاثوهم (١) وصاروا معهم إلى أن فرق الله بينهم وعسكر رسول الله -عليه السلام- (٢) خارج المدينة نحوهم يوم الثلاثاء لثمان خلون من ذي القعدة.
ثم شاور أصحابه بإذن الله، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق فأعجب المسلمين رأيه، فجعل رسول الله - ﷺ - سلعًا (٣) خلفه وخندق بين يديه مقدار ما كان عورة، وكان سائر المدينة كالحصن من جهة البنيان، وأرسل النسوان والصبيان (٤) إلى الآطام، وعن البراء بن عازب: كان النبي عليه الصلاة (٥) والسلام ينقل معهم التراب يوم الخندق وهو يقول: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة" (٦)، ويقول:
"والله لولا أنت ما اهتدينا... ولا تصدقنا ولا صلَّينا
فأنزل سكينة علينا... وثبت الأقدام (٧) إن لاقينا
إن الأُلى قد بغوا علينا... إذا أرادوا فتنة أبينا" (٨)
ورفع بها (٩) صوته بـ "أبينا".
وقتل علي - رضي الله عنه - عمرو بن ود وقد أعطاه رسول الله - ﷺ - (١٠) سيفه فقتله، وقتل الزبير نوفل بن عبد الله المخزومي، ورمى (١١) صبار بن العرقة سعد بن معاذ فقطع أكحله ولم يمت حتى حكم حكمه في بني قريظة بإذن الله -عَزَّ وَجَلَّ-، ثم سأل الله الشهادة فانفجرت الجراحة.

(١) (فأغاثوهم) ليست في الأصل.
(٢) في "أ": (- ﷺ -).
(٣) بدل (سلعًا) فراغ في "ب".
(٤) في "ب": (والصبيان والنسوان).
(٥) (الصلاة) ليست في "ب".
(٦) البخاري (٢/ ٥٦٨)، ومسلم (١٨٠٤) من حديث أنس بن مالك.
(٧) (الأقدام) ليست في الأصل.
(٨) البخاري (٤/ ١٥٠٦)، ومسلم (١٨٠٣).
(٩) (بها) ليست في "ب".
(١٠) (أنه) ليست في "ب".
(١١) (ورمى) ليست في "ب".


الصفحة التالية
Icon