قبح هذه الخصلة، ﴿لِجَنْبِهِ﴾ أي: مضطجعًا على جنبه وهو حال مسّ الضر أو الدعاء (١)، ﴿مَرَّ﴾ ذهب عن باب الدعاء معرضًا إلى شهواته، وقال الفراء: معناه استمر على طريقته (٢)، ﴿لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس: ١٤] لننظر إلى المشاهدة من كيفية أعمالكم التي قدرناها من سابق علمنا وعلمناها (٣) من سابق مشيئتنا. وفائدة النظر إيجاب الجزاء، وعن عرباض بن سارية الأسلمي، قال: وعظنا رسول الله - ﷺ - موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل من أصحابه: إن هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا يا رسول الله؟ فقال: "أوصيكم بتقوى الله وبالسمع والطاعة وإن كان عبدًا حبشيًا"، أي: الذي عليكم "فإنه من يعش منكم ير اختلافًا كثيرًا، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنها ضلالة، ومن أدركته منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ" (٤).
﴿قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ﴾ الكلبي وهم خمسة نفر الوليد بن المغيرة المخزومي والعاص بن وائل السهمي والأسود بن عبد يغوث والأسود بن عبد المطلب والحارث بن عيطلة، فقتل الله كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه (٥) وفيهم قوله: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)﴾ [الحجر: ٩٥]، ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾ له معنيان: أحدهما محاولتهم سبيلًا على رسول الله (٦) بإتيانه بما يقترحونه، والثاني: طمعهم أن لا يكون في الثاني (٧) سب آلهتهم والنهي عن عبادتهم وأن يكون محللًا لما يحبونه

(١) في "أ" "ي": (مس الضراء والد عامر) وهو خطأ.
(٢) ذكره الفراء في معاني القرآن (١/ ٤٥٩) بلفظ: استمر على طريقته الأولى قبل أن يصيبه البلاء.
(٣) (وعلمناها) من "ب" "ي".
(٤) أبو داود (٤٦٠٧)، الترمذي (٢٦٧٦)، ابن ماجه (٤٢، ٤٣)، وأحمد (٤/ ١٢٦)، والدارمي (٩٥)، وابن حبان (٥)، وغيرهم والحديث صحيح.
(٥) هؤلاء الخمسة ذكرهم المفسرون عند قوله تعالى في سورة الحجر آية (٩٥): ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)﴾ [الحجر: ٩٥] منهم ابن جرير الطبري في تفسيره عن عروة بن الزبير (١٤/ ١٤٦).
(٦) في "ب" رسول الله - ﷺ -.
(٧) في "ب": (في الها) وهو خطأ.


الصفحة التالية
Icon