إضافة الشرط المتقدم والخير القادم إلى آلهتهم وإلى النجوم والأيام، و ﴿اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا﴾ بالطبع على قلوبهم وباستدراجهم وبإهلاك الأولين وإتباع الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين.
﴿حَتَّى﴾ غاية للتسيير المتقدم، ﴿فِي الْفُلْكِ﴾ جماعة بدلالة (١) قوله: ﴿وَجَرَيْنَ بِهِمْ﴾، ﴿جَاءَتْهَا﴾ عائد إلى ﴿الْفُلْكِ﴾ وقيل: إلى الريح الطيبة اختصاص العصوف بالريح يغني عن علامة التأنيث. قال الفراء (٢): نقول ريح عاصف وعاصفة (٣) على لغتين، وأعصفت أيضًا الموج فورة الشيء الكثير بكل مكان من أمكنة الموج.
﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ﴾ أي: ظنوا أنهم هالكون، يقال: فلان محاط به، أي: هالك سدت عليه سبيل النجاة، ﴿دَعَوُا اللَّهَ﴾ أي: فدعوا الله ﴿مِنْ هَذِهِ﴾ أي: الريح العاصفة أو المحنة أو النكبة أو الحالة.
﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ إنما وقع تمثيل الحياة الدنيا بالنبات الحصيد بعد الاكتهال لسرعة زوالها عند الكمال، والمراد من التمثيل التزهيد والتنبيه، ﴿قَادِرُونَ عَلَيْهَا﴾ على الانتفاع بها، ﴿أَتَاهَا أَمْرُنَا﴾ قضاؤنا وحكمنا بهلاكها ويبسها وجدبها، ﴿حَصِيدًا﴾ مستأصلًا.
﴿دَارِ السَّلَامِ﴾ دار السلامة من الآفات، فالسلام والسلامة بمعنى كاللذاذ واللذاذة، وقيل: السلام اسم الله تعالى.
عن مالك بنيزيد الأشجعي قال: الإسلام ثلثمائة وخمسة عشر سهمًا، فإذا كان يوم القيامة أقبل في صورة حسنة يجر ثوبه حتى ينتهي

(١) في "أ": (بدليل).
(٢) ذكره الفراء في معاني القرآن (١/ ٤٦٠) وبالألف - أعصف هي لغة بني أسد ومنه قول الشاعر:
حتى إذا أعصفت ريح مزعزعة فيها قطار ورعد صوته زَجِلُ
(٣) في "أ": (ريح عاصف)، وفي الأصل: (ريح عاصفة وعاصفة).


الصفحة التالية
Icon